توصيات للهايكا لفرض ضوابط على الأعمال الدرامية والبرامج الرمضانية لوقف الانحدار فأين الدولة ممّا يُعرض؟؟؟
توصيات للهايكا لفرض ضوابط على الأعمال الدرامية والبرامج الرمضانية لوقف الانحدار
فأين الدولة ممّا يُعرض؟؟؟
الخبر:
أكّد أعضاء لجنة شؤون المرأة والشباب والمسنين بالبرلمان خلال جلسة استماع للهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي والبصري “هايكا” بشأن البرامج الرمضانية تزايد ظاهرة العنف المسلط على المرأة والطفل في الأعمال الدرامية والبرامج الرمضانية.
وقالت عضو اللجنة سعاد بيولي “‘سنة بعد سنة نلاحظ تكريس العنف المسلط على المرأة والطفولة سواء أكان عنفا معنويا أم على مستوى تصورات وصورة المرأة”.
ودعا أعضاء اللجنة “الهايكا” إلى العمل على فرض بعض الضوابط على وسائل الإعلام حتى تلزمها بالقطع مع الصور النمطية المعروضة في هذه الأعمال.
التعليق:
لا يختلف اثنان أنّ مستوى البرامج المعروضة في رمضان هذا العام وفي الأعوام السابقة يتخذ نسقا أخلاقيا انحداريا فظيعا؛ فمن السيئ والقبيح إلى الأشد سوءاً وركاكة وقبحا من عام لآخر؛ ويكأنّ القوم المسؤولين على البرمجة مصرون إصرارا على بلوغ الحد الأقصى من البلادة والفحش والمنكرات المتاح تحصيلها ليعرضوها في برامجهم في هذا الشهر الفضيل خصوصا وعلى مدار العام عموما في خطة مسمومة مدروسة لنشر الفاحشة بين الناس وجعل رد فعلهم التطبيع ومسايرة الواقع الفاسد.
ولذلك اقتضى الأمر عند الجماعة تسليع المرأة وإبراز أكثر ما يمكن من جسدها لإثارة الغرائز ورسم صورة نمطية مقيتة لها فهي التي تصاحب الرجال وهي الزانية والمتحللة من كل قيد وهي المضطهدة التي لا تحب زوجها فتخونه وهي التي تتعرض للسب والضرب والاختطاف والاغتصاب… الخ
برامج ومسلسلات يندى لها الجبين لامتهانها المرأة والارتكاس بها إلى الحضيض…
فهل بعد ذلك يُكتفى بمجرد توصيات للـ”هايكا” لفرض بعض الضوابط للقطع مع الصورة النمطية المقدمة أم أنه واجب على الدولة التدخل السريع لوقف مسلسل الانحدار ووضع حد للهجمة الإعلامية الشرسة التي تستهدف المجتمع وللعفة والأخلاق والفضائل؟
إنّ تواطؤ الدولة ليس بخافٍ فهي قد تقاعست منذ أمد عن الاضطلاع بدورها في صيانة المجتمع والنهوض به، بل لعل ما يرضيها في هذا الأمر هو ترك الناس يغوصون في الموبقات والرذائل لضمان انشغالهم عن محاسبتها ولتحصيل رضا السيد الغربي الذي أمر بذلك!.
فهل ينصلح الحال ويعود للإعلام دوره الريادي في تهذيب ذوق المجتمع والرقي به دون عودة الدولة للاضطلاع بمسؤوليتها وقوامتها وإدراكها أنها ستسأل عند ربها عمّا فرطت؟.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
هاجر اليعقوبي