تبجّح الغرب، إلى متى؟!
الخبر:
نقل موقع الجزيرة نت يوم الاثنين، 2018/05/28م خبرا تحت عنوان (تصريح لافت لماكرون بشأن أزمة الحريري بالسعودية) جاء فيه بشيء من التصرف:
“قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إنه لو لم تتدخل بلاده في أزمة احتجاز رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري في السعودية، لربما كانت هناك حرب الآن في لبنان.
وأوضح أنه “لو لم تكن كلمتنا مسموعة لربما كانت هناك حرب في لبنان في الوقت الذي نتحدث فيه الآن، هذه هي الدبلوماسية الفرنسية وهذا هو منهجنا وهو ما حدث حين ذهبت إلى الرياض للقاء ولي العهد السعودي ودعوت الحريري إلى فرنسا وهو ما جعل لبنان يخرج من أزمة خطيرة، أذكر بأن رئيس الوزراء تم التحفظ عليه في الرياض لأسابيع”.
التعليق:
إنّ مُجرّد استعراض مثل هذه العلاقات المُتميّزة والمُتداخلة، ومُلاحظة مدى حجم هذا التغلغل الأوروبي في كل مفاصل الحياة السعودية من خلال هذا التصريح فقط، إنّ مُجرد ذلك يدل دلالة واضحة على التبعية المطلقة للغرب وأن حكام ما يُسمى بدولة السعودية هم مجرد عملاء لبريطانيا وأمريكا منذ إنشائها ابتداء على يد الإنجليز، ثمّ بعد دخول النفوذ الأمريكي إليها، ما زالت خاضعة لنفوذ الدولتين – أمريكا وبريطانيا – وإنّ هذه الدولة لا ترد يد لامس ولا تستطيع أن تمنع مثل هذا التصريح أو حتى تكذّبه، بل سيبقى هذا التدخل السافر من دول الغرب في مثل هذه الدولة قائما ما دامت قائمة على حكم آل سعود وعمالتهم لبريطانيا تارة ولأمريكا تارة أخرى، ولن يخرج النفوذان الأمريكي والأوروبي منها نهائياً إلاّ بزوال حكم آل سعود من الوجود، ولن يزول هذا الحكم الباطل إلاّ بإقامة دولة الإسلام الحقيقية؛ دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة على أنقاض هذه الدولة السعودية المُصْطنعة الهشّة.
ونقول لماكرون فرنسا ما كانت لهذه الدبلوماسية الفرنسية أن تتبجّح متناسية قبيح صنعها في الصومال والجزائر وغيرهما من بلاد المسلمين لو كان للمسلمين حاكم يحكمهم بما أنزل الله حريص على أمته يُنسي الكفار وساوس الشيطان، قال تعالى: ﴿وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾ [يوسف: 21]
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
بسام المقدسي – الأرض المباركة (فلسطين)