Take a fresh look at your lifestyle.

25 عاما على “محرقة سولنجن النازية”

 

25 عاما على “محرقة سولنجن النازية”

 

 

 

الخبر:

 

يصادف اليوم 2018/05/29 مرور 25 عاما على محرقة سولنجن التي راح ضحيتها خمس فتيات مسلمات فاجأتهن النيران وهن نائمات في منزلهن الواقع في مدينة سولنجن في غرب ألمانيا عام 1993. وكان ثلاثة شبان وآخرُ بالغٌ قد أضرموا النيران في المنزل بدوافع كراهية عرقية نازية. [الأخبار اليومية]

 

التعليق:

 

تعتبر هذه المأساة وصمة عار في جبين ألمانيا الديمقراطية الحديثة، حيث تكشف عن أحقاد بالغة الأعماق في صدور الرعايا الذين يفخرون أنهم ينتسبون للعرق الجرماني، ولا يقبلون بوجود “الآخر” في جوارهم. وهذه الحادثة ليست الأولى ولم تكن الأخيرة، بل إن أعداد الاعتداءات على الأجانب وخاصة المهاجرين الجدد من سوريا وأفغانستان والعراق تزداد يوما بعد يوم. بمعنى آخر إن كل الخطابات التي ألقاها الزعماء السياسيون يومذاك واعدين بالقضاء على فكرة العنصرية، باءت بالفشل وارتدت عليهم قاضية.

 

ومما يكشف عن كراهيتهم ويؤكد تفاقم فكرة العنصرية هو انتخاب ما يسمى بالحزب البديل لألمانيا المعروف بتطرفه اليميني، حتى أصبح القوة الثانية في البرلمان الاتحادي، وهو الحزب الذي لا يُخفي نازيته في تصريحاته وأفعاله المادية والسياسية.

 

وحديثا يصرح وزير الداخلية زيهوفر “أن الإسلام ليس جزءا من ألمانيا” ليعيد على المسامع مؤكدا كراهية الغير، وخاصة الإسلام، وهكذا هي العنصرية حيثما حلت تتسبب بنشر العداء بين الشعوب، والتناحر والتطاحن والتفاضل حتى يصل الحال إلى أعمال مادية كهذه المحرقة، وغيرها من المحارق سواء أكانت بالنار أم بأشكال أخرى…

 

وها هي الشعوب الأوروبية وأمريكا في مقدمتها بقيادة دونالد ترامب ودعوته “أمريكا أولا” تتجه كلها نحو التفكك العرقي وإشعال نار الفتن العنصرية بين الشعوب.

 

في مقابلات مع أشخاص في الغرب نلاحظ التوجه العام نحو إقصاء الأجنبي وعدم القبول به، بل والحقد عليه، وعلى أحسن الأحوال نجد بعضهم يقبل بلجوء المهاجرين المحدود بالعدد والفترة الزمنية، وعدم القبول بتأهيل المهاجرين وتثبيتهم كرعايا.

 

أين هذا من عدل الإسلام؟ حتى في أشد حالات الدولة ضعفا عندما قبلت بلجوء أعداء الله يهود إليها بعد طردهم من أوروبا وإسبانيا بوجه خاص بعد هدم الخلافة فيها وخلع آخر أمرائها عبد الله الصغير.

 

صدق أمير حزب التحرير المؤسس الشيخ تقي الدين النبهاني رحمه الله في توصيفه مبدأ الرأسمالية أنه يتخذ الاستعمار وليس الصراع الفكري طريقة لنشر مبدئه، فلو كان قائما على قوة الحجة العقلية المقنعة لما تخاذل أمام وفود مهاجرين من مبدأ آخر بل لرحب بهم كما فعل المسلمون بكثير من الشعوب التي حكموها، حيث سرعان ما تحولت هذه الشعوب إلى قوة إسلامية تدافع وتنافح عن الإسلام، وتحمله لمن خلفها. لكنه يدرك أن هذا لن يحصل، فيعمل على الفتك بالطرف الآخر وسحق القوى الفكرية المواجهة.

 

شتان بين المبدئين، فالأول من صنع خالق البشر الذي كتب على نفسه الرحمة، والآخر من صنع البشر المطبوع على الجشع.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

م. يوسف سلامة – ألمانيا

2018_05_31_TLK_3_OK.pdf