اجتماع لتحقيق أهداف أمريكا وكيان يهود
الخبر:
أفادت روسيا اليوم 2018/5/30 بأن القاهرة تستضيف الخميس اجتماعاً لوزراء الخارجية ومديري أجهزة المخابرات لكل من مصر والأردن وفلسطين لبحث تصاعد الأحداث في غزة ما أدى إلى مقتل وإصابة العديد من الفلسطينيين، فضلا عن بحث تبعات القرار الأمريكي بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس.
التعليق:
ما إن انتقلت الأحداث في غزة من الاحتجاجات السلمية حول الجدار الفاصل بين غزة وفلسطين 48 إلى الأعمال العسكرية، وبشكل مبكر فقد قررت أجهزة المخابرات ودوائر الخارجية في بلدان الطوق الخياني مصر والأردن الاجتماع لدراسة الأوضاع، وكالعادة فإنهم يضمون معهم خونة منظمة التحرير، أي السلطة الفلسطينية في رام الله. وظاهر هذا الاجتماع وكأن المجتمعين حريصون على أهل غزة خاصة وأن البيانات المعتادة تدين هجمات كيان يهود، لكن حقيقة أن هذه الأجهزة الثلاث تقيم علاقات وطيدة مع كيان يهود فيكون معنى الاجتماع هو الضغط على قطاع غزة والفصائل المسلحة فيه من أجل تحقيق أهداف الدول الكبرى وأهداف كيان يهود، وهذه الاجتماعات وذلك التصعيد من كيان يهود كله يتزامن مع ما يرشح من واشنطن عن قرب إطلاق “صفقة القرن” الأمريكية لفرض الحل وتصفية قضية الأرض المباركة فلسطين.
والذي يجب لفت النظر إليه هو أن الحاضر الغائب في مثل هذه الاجتماعات هو كيان يهود، فالمجتمعون يبحثون كيفيات فرض الضغط على قطاع غزة المنكوب بالحصار المصري المضاف إلى حصار كيان يهود، كل ذلك من أجل تأمين البلدات اليهودية القريبة من غزة، ومنع إطلاق الصواريخ عليها. وخيانة هؤلاء المجتمعين كلهم هي انعكاس للوقاحة السياسية الأمريكية التي زادت في عصر ترامب، فقد طالبت مندوبة أمريكا في مجلس الأمن بإصدار بيان يدين هجمات الفصائل الفلسطينية على البلدات اليهودية ولا يدين هجمات كيان يهود التي قتلت عدداً من أهل فلسطين في قطاع غزة. فالوقاحة الأمريكية ظاهرة بشكلها الصلف، وهؤلاء المجتمعون في القاهرة على تواصل دائم مع الأمريكيين والأوروبيين من أجل تحقيق الأمن لكيان يهود. فمصر تفرض حصاراً خانقاً على قطاع غزة، وسلطة رام الله لا تترك مجلساً للتآمر على قطاع غزة إلا كانت عضواً فاعلاً فيه، وأما النظام الأردني فهو وارث الخيانات وخادم يهود أباً عن جد، ولا ينتظر منه إلا خيانة المسلمين.
وبغض النظر عن التفاصيل التي سيخرج بها هذا الاجتماع، لأن كثيرها وجوهرها لن يكون معلناً، بل يدار به مع كيان يهود من خلف الكواليس، فبغض النظر عن كل ذلك فإن المعنى الوحيد الواجب اليوم على المسلمين في فلسطين ومصر والأردن التفكير به هو كيف تسخر طاقاتهم وإمكانياتهم لضربهم ولخدمة عدوهم، إذ لا فائدة لأي تفصيل ما دام هذا هو جوهر وحقيقة هذه الأنظمة التي مردت على خيانة الله ورسوله والمؤمنين. وحري بالمسلمين في هذه البلدان أن يفكروا في هذا الشهر الفضيل ولو لدقيقة فيما يجب عليهم أن يفعلوه تجاه ذلك. ولن يزيل هذه الخيانة الكبرى إلا خلع هذه الأنظمة من جذورها، وإلقائها إلى مزابل التاريخ التي تعاظمت، ومن ثم مبايعة خليفة للمسلمين يوحدهم على كتاب الله وسنة نبيه الكريم، فيكون عملاً حقيقياً يرضي الله وعباده المخلصين، لا مجرد مظاهرة تنفيس ينتهي أثرها بنهايتها.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عصام البخاري