الرّأسمالية لا تحمل في أحشائها إلا العاهات والأزمات
الخبر:
أظهرت دراسة حديثة نشرت في مجلة علميّة “الأكاديميّة الأمريكية للطبّ النّفسي للأطفال والمراهقين”، إصابة الأطفال دون العشر سنوات بالاكتئاب وارتفاع عدد حالات الانتحار عند الأطفال دون الحادية عشرة من العمر. كما سجّلت نسبة إيذاء النفس (self-harm) ارتفاعا بنسبة 300 في المئة عند الفئة الشابة خلال العشرين سنة الماضية. (النّهار 2018/06/05)
التعليق:
انتقلت حالات القلق والاكتئاب والاضطرابات السّلوكيّة والأمراض النّفسيّة التي تصيب فئتي الأطفال والشّباب من حالات شاذّة إلى حالات معقّدة فرضت نفسها من حيث أهمّية عدد المصابين في الجيل الحاضر.
إنّ تفشّي هذه الظاهرة لا يرتبط بغنى الدّول أو فقرها ولكن بالسّياسة المنتهجة والنظام المشترك بين دول العالم وهو النّظام الرّأسمالي الذي يعزّز مفهوم الفرديّة وينشره عبر وسائل التّواصل الإلكتروني وألعاب الفيديو وصناعة البرامج التلفزيونية وصناعة التّرفيه… فترى الفئات الشّابّة تسعى لإرضاء أنانيّتها وحبّها للذّات مهما كانت الوسائل المعتمدة، وأيّ إخفاق في المسعى يولّد الإحباط والاكتئاب. ذاك أن هذا النّظام يسلب الإنسان حاجته لغريزة التديّن وافتقاره لخالق ينظّم حاجاته وغرائزه فيكون إشباعها وفقا لهوى النّفس ويُطلق العنان للشّهوات والرّغبات فيحصل ما لا يُحمد عقباه.
يبحث الأطفال والشّباب عن السّعادة التي أصبحت من منظور الرّأسماليّة مادّية بحتة، فصار حتّى الإحساس بالسّعادة مرتبطاً بثقافة استهلاكيّة وكأنّه سلعة ينقضي في آجال محدّدة بانتهاء صلاحيّة السّلع.
إن الأزمة التي يمرّ بها جيل اليوم هي أزمة مبدأ ولا حلّ لها إلاّ بالإسلام، فقط به يتمتّع هذا النشء بتوازن في النفسيّة والعقليّة، إذ هو على وعي بما خُلق لأجله، وغايته واضحة في هذه الدّنيا؛ نيل رضوان الله طمعا في جنّاته، هذه هي السّعادة الأبدية التي لا تفنى ولا تنتهي.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
م. درة البكوش