Take a fresh look at your lifestyle.

أين رمضان السابق؟ سيعود مع خلافة راشدة وسوف يزيل كل الشكوك!

 

أين رمضان السابق؟ سيعود مع خلافة راشدة وسوف يزيل كل الشكوك!

(مترجم)

 

من أجل أن تصبح مسلما حقيقيا، فإن المسألة الأكثر أهمية هي أن تصبح تقيا. شهر رمضان هو بلا شك الأسرع للتقوى بين كل المسارات، شهر رمضان هو الفترة التي يدعو المسلمين للخير علنا ودون تردد وإلى بعضهم، حيث يستمتعون بالتنافس فيما بينهم في أعمالهم وعاداتهم، ويبذلون قصارى جهودهم ليبلغوا درجة التقوى. ومع ذلك، فإن أجمل ما في الأمر أنه ليس لديهم أي مشكلة في الدخول في الجو العظيم في شهر رمضان. وذلك لأن الأفكار والمشاعر المتعلقة برمضان تتناغم في وئام تام بين كل المسلمين وهذا هو الحال بالنسبة للمسلمين.

 

ومع ذلك، لدينا صعوبات كبيرة في الدخول إلى “شهر رمضان” كمجتمع، أي كأمة واحدة. وفوق ذلك إن هذا أمر مستحيل بالنسبة لنا، في حين إن المسلمين في جميع أنحاء العالم من المفترض أن يبدأ وينتهي شهر رمضان في الوقت نفسه، إلا أن المسلمين يضطرون إلى بدء صيامهم وإنهائه في أيام مختلفة، بسبب النظم الوطنية والمؤسسات الدينية التي تدعي أيضا أنها حديثة بالنسبة لأحد أهم العناصر التي تشكل المجتمع – وهي النظم – والتي لا تتوافق مع عقيدة الأفراد.

 

وعلاوة على ذلك يعارضونها تماما، بل يعادونها. ومن هذه الأنظمة أن المسلمين في جميع أنحاء العالم يتعرضون للحروب والغزوات والذبح والتعذيب وكل أنواع القمع والقهر. وإلى جانب ذلك، أدت الغزوات الفكرية والثقافية التي قادتها هذه الأنظمة إلى القضاء على وضوح ونقاء الأفكار الإسلامية، وغرس الأفكار والآراء والأحكام في عقول المسلمين التي لا علاقة لها بالوحي، مما أسفر عن إنتاج شخصيات إسلامية خاطئة. لقد قاموا بغرس السياسيين الذين يبدون جهوداً متطرفة في عبادتهم لكنهم يطبقون حلولاً غير إسلامية للمشاكل الاجتماعية والسياسية، ويفخرون بالوطنية والقومية! خلال هذا الشهر البارز، الذي يفترض أن يكون شهر الانتصارات والقضاء على كل الشرور والفتن، يتم إسكاتنا بثلاثة أيام من “الحداد الوطني” بسبب عمليات القتل والذبح في الأرض المباركة فلسطين، ونضطر إلى مراقبة تكثيف الذبح والحروب خلال رمضان في بلادنا الأخرى. في الصباح نرسل أطفالنا، الذين ربيناهم بحماس وجهد كبيرين ليصبحوا عبادا صالحين لله، إلى المدرسة، فتعيدهم نظم التعليم غير الإسلامية إلينا كأشخاص يمتنعون عن أداء عباداتهم! والأسوأ من ذلك، الحركات النسوية والديمقراطيون. نحن نأكل أقل من أجل توفير تغذية جيدة لأطفالنا لرفع مستوى صحتهم، لكننا نلتقطهم من الشوارع مدمنين على المخدرات والكحول! وبالطبع ما زلنا نعاني في تحمل آلام ومعاناة هؤلاء حتى خلال شهر رمضان. وفوق ذلك كله، تراودنا الشكوك في العبادات وبخاصة في شهر رمضان!!

 

على مدار 1300 سنة من التاريخ، والمسلمون يتقدمون في العالم في مجال العلوم، ولا سيما في علم الفلك. الحسابات الفلكية التي طوروها والأجهزة التي اخترعوها لا تزال تستخدم حتى اليوم. على الرغم من أنهم لم يقولوا أبدا، “نحن حديثون، وقادرون على القراءة والحساب، لذلك دعونا نحدد رؤية القمر من خلال التكنولوجيا”. علاوة على ذلك، وبعد أن وصلوا إلى هذا المستوى من المعرفة منذ مئات السنين، كان علماء الحضارة الإسلامية أيضا خبراء في المصادر الإسلامية الأساسية، أي في اللغة العربية، وعلوم الحديث والفقه، والعديد من التخصصات الإسلامية الأخرى، كانوا على خلاف ما يسمون اليوم علماء، الذين يكافحون لعشرات السنين من أجل التخصص في فرع واحد. على الرغم من امتلاك كل هذه التطورات التكنولوجية، وهذه الحضارة، التي ستنير العالم لآلاف السنين، وكانوا على بينة من التزام تحديد رؤية القمر بـ”العين المجردة” وليس من خلال الحسابات الفلكية، وبالتالي أخذت جميع الاحتياطات اللازمة المناسبة وكان هذا ممكنا لأن النظام المطبق على المسلمين هو الذي روج لهذه الصفات.

 

خلال العصور المبكرة للخلافة الإسلامية، القرن التاسع الميلادي، سمح الخليفة الأموي المأمون ببناء أول مرصد في بغداد. كانت المهمة الرئيسية لهذا المرصد هي مراقبة القمر، حتى يتمكن المسلمون من إنجاز عبادتهم بشكل صحيح. بعد ذلك بنيت المراصد في كل مدينة في البلاد الإسلامية. وقد حافظ الخلفاء العثمانيون على هذه الممارسة. عيّن الخليفة مسؤولين خاصين عادة ما كانوا قضاة، وأمرهم بمراقبة القمر. حيث يختار المسؤولون أشخاصًا معتمدين قليلًا بين الناس كشهود بينما يراقبون رؤية القمر. والجميع من بين الأمة الذين لديهم إمكانية الانضمام إلى هذا العمل من مراقبة القمر. كانت رؤية القمر تثبت بعد تأكيد الشهود. لذلك رافق الشهود المسؤول إلى مكتب الفتوى. ويقوم مدير مكتب الفتوى باستجواب المسؤول والشهود، وبعد اقتناعه بالإفادات والشهادات، يعد أمرًا ويحيله إلى القاضي. يتم ختم الفتيا من قبل القاضي بعد تسجيلها في سجل المحكمة، وإرسالها إلى شيخ الإسلام، وأخيرا إلى الخليفة. ومن ثم يعلن الخليفة بداية رمضان ويعلن ذلك في كل مكان. لذلك يتم إزالة أي شك حول بداية شهر رمضان. وهكذا، طوال تاريخ الإسلام، لم يسبق أن رأينا أن المسلمين بدأوا صومهم وفطرهم في أيام مختلفة. لقد تم الحفاظ على وحدة الأمة في كل جانب من جوانب الحياة. قال رسول الله e: «الْحَلاَلُ بَيِّنٌ وَالْحَرَامُ بَيِّنٌ وَبَيْنَ ذَلِكَ أُمُورٌ مُشْتَبِهَاتٌ لاَ يَدْرِي كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ أَمِنَ الْحَلاَلِ هِيَ أَمْ مِنَ الْحَرَامِ».

 

نحن اليوم بحاجة ماسة إلى الخليفة الذي يشرح الأمور المشتبهة ويزيل الشكوك، والذي يضمن أن المسلمين يستطيعون العبادة في الوحدة، ومن يحشد جيوشه لإنقاذ المسلمين كما هو واجب عليه. إن رمضاننا، وصيامنا وكل عباداتنا، وأطفالنا والأمة كلها لن يستعيدوا هويتهم الحقيقية إلا في ظل الخلافة الراشدة. وسوف يزدهر رمضان وأمتنا مرة أخرى عاما بعد عام.

 

لذا، أخواتي وإخوتي هل تتوقون إلى شهر رمضان كما كان في السنين الماضية؟ ثم المضي قدما في الطريق إلى التقوى عن طريق بدء العمل من أجل تغيير الأنظمة الحالية؟

يقول الله تعالى: ﴿إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾.

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

زهرة مالك

2018_06_08_Art_Great_Ramadans_of_the_past_will_return_with_the_Khilafah_AR_OK.pdf