التسول على أبواب العملاء لا يغير الحال
الخبر:
وصل العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني إلى السعودية لمناقشة الأزمة الاقتصادية التي تشهدها بلاده في “قمة مكة”، وأدى الملك عبد الله بُعيد وصوله إلى مطار جدة مناسك العمرة. ويعاني الأردن من أزمة اقتصادية مع تدفق اللاجئين من سوريا إثر اندلاع الحرب فيها عام 2011م، وإغلاق حدوده مع سوريا والعراق بعد سيطرة تنظيم (داعش) على مناطق واسعة فيهما، وشهد الأردن خلال الأيام الماضية احتجاجات شعبية في العاصمة عمان ومحافظات أخرى ضد مشروع قانون ضريبة الدخل، الذي ينص على زيادة الاقتطاعات الضريبية من مداخيل المواطنين، وقد أدّت الاحتجاجات إلى استقالة حكومة هاني الملقي، وتكليف عمر الرزاز بتشكيل حكومة جديدة، الذي تعهد بسحب مشروع قانون ضريبة الدخل. (سكاي نيوز)
التعليق:
إنه لمن المؤسف حقًا أن يصل الأردن إلى هذه الحال من سوء الإدارة والحكم، فالأردن ذو القوة العاملة الضخمة والقدرات البشرية العالية والنسبة الكبيرة من الشباب المتعلمين يصل إلى هذه الحال من الانهيار الاقتصادي المذل! لكن هذا الحال ليس مرتبطًا بأهل الأردن وشبابه وقدراتهم، بل سببه السياسات الاقتصادية الفاشلة بيد أشخاص لا يعلمون من السياسة شيئًا سوى تسيير الأعمال وترقيع الثغرات وإبقاء الوضع على ما هو عليه، بل وجعله أكثر صعوبة، ما يجعل الحياة الكريمة صعبة وتكاد تكون مستحيلة على فئة كبيرة من الناس في الأردن، فمن المعلوم أن الأردن يرزح تحت طائلة القروض الربوية المهلكة للحرث والنسل، وأنه يقوم بأدوار خبيثة في كل الاتجاهات، وهذا الأمر مكلف ومرهق للاقتصاد بشكل عام، فكيف إن كان من هو قائم على الاقتصاد أناساً لا يفقهون شيئًا سوى التبعية والعمالة للغرب المستعمر، وتقديم مصالحهم الخاصة على مصالح الناس؟!
إن الأردن منذ أن وجد هذا النظام فيه، وحكامه عملاء مخلصون متفانون في خدمة الغرب الكافر، ولا يقصرون بشيء من طلباتهم، فالنظام مرتزق يعتاش على الفتات الذي يلقيه أسياده من هنا أو هناك، تارة على شكل مساعدات أمريكية لإبقائه على قيد الحياة، وتارة مساعدات من عملاء آخرين كدول الخليج، ولمثل هذا الفتات لا يجتهد النظام وينشط لنفض هذه التبعية المقيتة عنه، فلا يتفاجأنّ أحدٌ من حال الأردن.
وعليه فإننا نتحسس في خروج الناس إلى الشوارع أن الشعوب بشكل عام، وأهلنا في الأردن بشكل خاص، وصلت إلى حد لا يُطاق من الضغط والإذلال، فلم يعد بإمكانهم التحمل. ومع هذا فإن هذه التحركات لا تكفي لرفع هذه الحال، بل يجب أن يعي الناس أن الأمر مرتبط بالقوانين المطبّقة، وبمكمن المشكلة، حيث تكمن في اثنين لا ثالث لهما: النظام المُطبق عليهم، والحكام الذين يطبقونه. فعندما يتغير النظام إلى نظام رباني، فإن الحقوق ستكون مضمونة للرعايا، وسيُنصفون، فحكام هذا النظام الرباني حكام واعون راشدون، يعلمون كيفية حل المشاكل على طريقة الإسلام في كافة البلاد الإسلامية، في ظل الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، لهذا علينا وعلى أهلنا في الأردن سلوك نهج الرسول r والتلبس بطريقته والاقتداء به عليه الصلاة والسلام، وليس التسول على أبواب العملاء في مكة أو على أبواب قصور الغرب الكافر!
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. ماهر صالح – أمريكا