ترسيم حدود أم تمهيد للاعتراف بكيان يهود؟!
الخبر:
صرح رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري منذ أيام قليلة أنه لا يمانع مفاوضات غير مباشرة مع كيان يهود من أجل ترسيم الحدود البرية والبحرية بشكل نهائي.
وكذلك صرح محمد رعد رئيس كتلة (الوفاء والمقاومة) منذ يومين أن ترسيم الحدود من ضمن أولويات الحزب في المرحلة الحالية.
التعليق:
من البديهيات لكل سياسي أن يدرك أن ترسيم الحدود بين الدول سواء أكان بشكل مباشر أم غير مباشر إنما يعني اعترافا من الكيانين كل منهما بالآخر. فما الذي يحصل يا ترى حتى يعود موضوع ترسيم الحدود البرية والبحرية بشكل نهائي مع كيان يهود من جديد؟ ومن الذي طلب من سياسيي لبنان فتح هذا الملف هذه الأيام ولأية غاية؟!!!
كلنا يعرف أن حكام لبنان لا يقومون بأي أمر مهم في السياسة وبخاصة الخارجية منها إلا إذا طلب منهم سيدهم الأمريكي ذلك والذين لا يستطيعون رد طلب له، فكيف إن كان أمرا! بل نراهم يسارعون إلى تنفيذ ما يريد هذا السيد المستعمر الكافر بمجرد الإيماء والإيحاء، بل أحيانا كثيرة يتطوع من العملاء سعيا لنيل رضاه والبقاء في الحكم.
نحن نعرف أن أمريكا هي صاحبة مشروع ما يسمى بصفقة القرن والتي تريد من خلالها إنهاء قضية فلسطين وإعطاء كيان يهود فوق ما سلب من أرض فلسطين الإسلامية أراضيَ جديدة بموافقة ومساعدة حكام العرب والترك، والآن جاء دور حكام إيران للمساعدة في تمهيد الطريق لترسيخ الحدود البرية والبحرية بشكل نهائي مع كيان يهود بإقرار من إيران وحزبها في لبنان كرسالة واضحة ترسلها أمريكا لمن يهمه الأمر وبالأخص كيان يهود باعتبارهم أول من كان ممانعا للحل في السابق بل كان من المجهضين له عند اللزوم كما فعلوا بقتل رابين عندما أوشك على القبول بحل الدولتين مع حافظ الأسد.
لذلك عملت أمريكا منذ ذلك الحين وحتى الآن على ترويض يهود للقبول بالحل الذي سعت له، طبعا بالمزيد من التنازل من حكام العرب بل بطلب منهم لإنهاء القضية بأي شكل كان خوفا على عروشهم كما يظنون. واستغلت أمريكا انشغال الأمة الإسلامية بالحروب الداخلية التي أوجدتها أمريكا نفسها، وكذلك الحقد والبغضاء الذي زرعته بين المسلمين بالنعرات المذهبية المقيتة، استغلت كل ذلك لتعرض على عملائها في لبنان أن يبعثوا برسالة ترسيم الحدود ومن لبنان بالذات باعتبار أن هذا يحمل مضمون موافقة الاعتراف مستقبلا بالكيان من جهة من كان يفترض فيه أن يكون مقاوما ومجاهداً حتى تحرير القدس وكامل فلسطين كما كان يدعي سنوات طويلة!
نعم تريد أمريكا أن ترسل الرسالة عن طريق (المقاومين والممانعين) أنفسهم هذه المرة بعد أن بعثت رسائل قبل ذلك عن طريق عون بتصريحه أن سلاح المقاومة باق حتى الحل النهائي للمشكلة الفلسطينية أي لحين يقبل كيان يهود بالحل النهائي، وكذلك تصريح باسيل أنه لا يوجد عداء عقدي مع كيان يهود وأنه يقبل بالعيش معهم بسلام إن هم قبلوا بذلك. وهذا كله ممن يزعم أنه حليف للمقاومة والسكوت منها، والآن جاء دور أن ترسل الرسالة من إيران وحزبها لتشجيع كيان يهود على القبول بالحل بعد أن هيأت لها أمريكا كل ما تطلبه بل أكثر منه بواسطة الحكام الخونة من العرب والترك والعجم بل والمنظمات القتالية التي سمت نفسها إسلامية وضحكت على الأمة الإسلامية بعض الوقت بقتالها ليهود إلى أن وصل بها الأمر أن تعلن صراحة ما هو مطلوب منها اليوم ومرسوم لها منذ قيامها واحتوائها من إيران وحكام سوريا أي من أمريكا التي كانت ولا زالت تسيطر عليهم.
إن أبناء الأمة المخلصين الواعين شباب حزب التحرير لم يفاجئهم ما يصدر عن هؤلاء الخونة مهما حاولوا التستر، وكذلك الكثير من أبناء الأمة المخلصين لم يعد ينطلي عليهم تآمر الحكام والمنظمات القتالية بكل أشكالها وأسمائها ولو كانت إسلامية، لأنهم أصبحوا يدركون من هو المخلص الرائد الذي لا يكذب أهله وأصبحوا على وشك المبايعة العملية له ليقودهم ويقود الجيوش لتحرير فلسطين كلها من رجس يهود لا لترسيم الحدود مع كيانهم الغاصب.
فإلى الخلافة الراشدة على منهاج النبوة أسرعوا الخطا أيها المؤمنون…
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. محمد نزار جابر
رئيس لجنة الاتصالات المركزية لحزب التحرير في ولاية لبنان