أوزبيكستان بين مصالح روسيا وأمريكا
الرأسمالية أساسها هو المصالح. لذلك تستخدم الدول الرأسمالية الأساليب المختلفة من الحروب والتهديد والقمع والخداع وغيرها لتحقيق مصالحها! فأصبحت الدول الضعيفة وخصوصا البلدان في العالم الإسلامي عرضة لمصالح دول الاستعمار ولا سيما لمصالح أمريكا وروسيا. وهدف هؤلاء المستعمرين هو إبقاء تلك البلدان في ربقة الاستعمار ليستمروا في نهب الثروات الوفيرة في تلك المنطقة. وتخفيف سياسة النظام الذي يجري الآن في أوزبيكستان بالنسبة للمسلمين القصد منه أيضا هذا الهدف؛ لأن الأنظمة العميلة تضع سياستها بأمر أسيادها!
فبعد انهيار الاتحاد السوفياتي أصبحت منطقة آسيا الوسطى وخصوصا أوزبيكستان بين مصالح روسيا وأمريكا. لذلك يحاول النظام الأوزبيكي أن يضع قدميه على القاربين لإرضاء روسيا وأمريكا. فمثلا أثناء سفر رئيس أوزبيكستان ميرزياييف إلى أمريكا للاشتراك في الجمعية العامة للأمم المتحدة في شهر أيلول/سبتمبر عام 2017م تم توقيع اتفاقيات تُقدَّر بـ2,6 مليار دولار. وأيضا تم تخطيط المشروعات المشتركة مع شركاتGeneral Electric Honeywell, Caterpillar, Boing. وأثناء سفر ميرزياييف إلى أمريكا في 16 أيّار عام 2018م تم توقيع 45 اتفاقية استثمار تُقدّر بـ4 مليار دولار.
أما روسيا فأثناء سفر رئيس أوزبيكستان ميرزياييف إلى موسكو في 5 نيسان/أبريل عام 2017م تم توقيع 55 اتفاقية تُقدر بـ15 مليار دولار. وأكد ميرزياييف “أن روسيا شريكنا الاستراتيجي”. وروسيا بدورها تحاول إبقاء أوزبيكستان تحت سيطرتها؛ لأن أوزبيكستان غنية بالثروات من الذهب والبترول والغاز والفرام واليورانيوم والنحاس والبوتايسوم والفوسفات وغيرها من المعادن. حيث تحتل أوزبيكستان المركز الرابع في العالم في احتياطي الذهب والمركز العاشر في احتياطي النحاس والسابع في احتياطي اليورانيوم.
ومن المعلوم أن منطقة آسيا الوسطى هي الرئة التي تتنفس منها روسيا. وأوزبيكستان تُعدّ أكبر وأهم جمهوريات آسيا الوسطى، كما قال الشيخ تقي الدين النبهاني رحمه الله؛ لذلك ليس من السهل إخراج روسيا من منطقة آسيا الوسطى وخصوصا أوزبيكستان من مخالبها.
ولكن الخلافة على منهاج النبوة القائمة قريبا بإذن الله ستضع حداً لنهب ونهم المستعمرين وستقوم بإرجاع الثروات التي نهبتها دول الغرب وعلى رأسها أمريكا وروسيا والصين إلى الأمة الإسلامية… وستحرّر ليس المسلمين فحسب بل البشرية كلها من ظلم الرأسمالية وتخرجهم من الظلمات إلى النور. وإن غدا لناظره قريب.
﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمود الأوزبيكي
2018_06_17_Art_Uzbekistan_between_the_interests_of_Russia_and_America_AR_OK.pdf