هل أصبح أهل اليمن عاجزين عن حل قضيتهم؟!
الخبر:
طرح المبعوث الدولي لليمن مارتن غريفيث، خلال محادثاته العاجلة الأحد مع الحوثيين في صنعاء، وضع الحديدة تحت إشراف الأمم المتحدة، لتجنيبها هجوما تشنه عليها قوات موالية للتحالف العربي، وذكر مراسل وكالة فرانس برس، أن غريفيث اقترح على قادة المتمردين الذين يسيطرون على العاصمة صنعاء، نقل السلطة في الحديدة إلى لجنة تشرف عليها الأمم المتحدة. (RT عربي)
التعليق:
تشهد مدينة الحديدة هجوما عنيفا غير مسبوق تشارك فيه القوات الموالية لحكومة الرئيس عبد ربّه منصور هادي المعترف بها دوليا، بدعم من قوات سعودية وإماراتية وسودانية، بهدف انتزاع السيطرة عليها وعلى مرفئها الاستراتيجي الذي يسيطر عليه الحوثيون، والذي يعتبرونه نافذتهم الوحيدة على العالم الخارجي.
وقد تباينت التصريحات المحلية والإقليمية حول ما طرحه المبعوث الأممي من وضع الحديدة تحت إشراف الأمم المتحدة، فقد قال مصدر في مكتب الأمم المتحدة بصنعاء لبي بي سي، إن الحوثيين “وعدوا بدراسة المقترح بجدية”، بينما أكد محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الحوثيين أن فكرة تسليم الحديدة للأمم المتحدة غير منطقية ومخالفة لقوانين الأمم المتحدة ومواثيقها الدولية، مؤكداً أن تسليم مرفأ الحديدة للأمم المتحدة غير موضوع على طاولة النقاش. وأعلن أن المبعوث الأممي طرح أن يبدأ الحل السياسي من الحديدة، مضيفاً أن “أنصار الله” ليس لديها مشكلة بذلك، حيث إن الحل في الحديدة يجب أن يكون في صنعاء وعدن وغيرها من المناطق، أما حكومة الرئيس هادي فإنها تدعو المليشيا الحوثية إلى التجاوب مع جهود المبعوث الأممي وعدم الاستمرار في التعنت في مواقفها والانسحاب الكامل والفوري من ميناء ومحافظة الحديدة وتسليم الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والصواريخ وخرائط الألغام البرية والبحرية. هذا على المستوى المحلي، أما على المستوى الإقليمي، فقد قال وزير الشؤون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش: “إن الهدف الاستراتيجي من العمليات العسكرية في الحديدة هو دفع الحوثيين للخضوع إلى حل سياسي، ونشعر بأن الحديدة ستكون نقطة التحول”. بينما دان مستشار رئيس البرلمان الإيراني حسين أمير عبد اللهيان الهجمات العسكرية على مدينة الحديدة اليمنية، محذرا من تفاقم الوضع الإنساني في البلاد.
هكذا أصبحت قضايا الأمة ومنها قضية اليمن تائهة في أروقة الأمم المتحدة ومجلس أمنها، تتجاذبها أيدي الحكام العملاء في بلاد المسلمين، وجماعات آلت على نفسها خدمة أعداء الأمة وعقيدتها، مستغلةً جهل الشعوب بدينها وعدم وعيها السياسي في كيفية رعاية شؤونها، وذلك بصرفها عن رسالتها التي كلفها ربها بها، والمتمثلة في فهم الإسلام وتطبيقه عليها، وحمله رسالة هداية ورحمة ونور للعالم بالدعوة والجهاد من خلال إقامة دولة الخلافة على منهاج النبوة التي بموجبها تنال رضا ربها، وتحيا حياة كريمة بعيدة عن الصراعات والحروب الدامية فيما بينها إهلاكاً للحرث والنسل والفساد في الأرض، نائين بأنفسهم عن قول الحق تبارك وتعالى: ﴿الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد الله القاضي – اليمن