Take a fresh look at your lifestyle.

تهافت وعود العبادي في اقتلاع الفساد، أفقده المصداقية لدى عامة الشعب

 

تهافت وعود العبادي في اقتلاع الفساد، أفقده المصداقية لدى عامة الشعب

 

 

 

الخبر:

 

خلال لقاء رئيس الوزراء العراقي العبادي بالقيادات الأمنية والعسكرية – للتهنئة بمناسبة عيد الفطر، أكد على أهمية استمرار حيادية القوات المسلحة، وإبعادها عن الخلافات والصراعات السياسية، وأن تقوم بعملها لحماية المواطنين.

 

وجدد تأكيده على “حصر السلاح بيد الدولة، وأن أي سلاح خارج هذا الإطار يعد سلاح تعدٍّ وفوضى، وأن العمل جار لتنفيذه”.

 

وأن “المعركة التالية هي مع الفساد، ووجوب إبعاد المؤسسة الأمنية عن مظاهر الفساد، وإبقاؤها نزيهة وفوق الشبهات”، وأن “التحقيق جار في أي شبهة”. (شفق نيوز – 2018/6/17).

 

التعليق:

 

دأب العبادي على رفع شعار مكافحة الفساد منذ توليه رئاسة الوزراء، وقيادة القوات المسلحة عام 2014، لكن لم ينفذ شيئا من ذلك حتى انتهت ولايته العام الجاري، رغم دعم المحتل من جهة، وتأييد المرجعية الشيعية لنهجه (الإصلاحي) وارتفاع رصيده الجماهيري الواسع أول الأمر من جهة أخرى، لا سيما بعد الخراب الشامل الذي تسبب به سلفه المالكي الذي عمّ فسادُه وطمّ، إذ سلم ثلث مساحة العراق – شمالا وغربا – لعدة مئات من أزلام تنظيم الدولة بأوامر أمريكية لتمزيق نسيج العشائر (السنية) وتخريب ديارهم، وإغراق البلاد في معركة وهمية دمرت الاقتصاد والبنى التحتية..!

 

وقد اشتمل الخبر على ثلاثة محاور، فيما يلي تفصيلها:

 

الأول – التأكيد على حيادية القوات المسلحة، وإبعادها عن الخلافات والصراعات السياسية.. لكن الواقع يكذبه، ذلك أن تلك القوات مشكلة من عناصر متنوعة الولاء – خاصة بعد دمج المليشيات إيرانية الهوى والتمويل والتوجيه – فتتصرف تبعا لذلك، وقد شاب التصويتَ الخاص الذي أجري الشهر المنصرم ضغوطٌ من بعض الضباط والآمرين على منتسبيهم ليصوتوا لصالح كتل أو أحزاب معينة.

 

الثاني – حصر السلاح بيد الدولة، وإلا كان تعديا وفوضى.. وهذا أيضا من الكذب الرخيص، لأن قوات “الحشد الشيعي” هي من تمتلك السلاح بكل صنوفه، وقد اعتبرها البرلمان في وقت سابق جيشا رديفا وموازيا لجيش العراق، لتبقى أوامره – حصرا – بيد خامنئي ومساعده قاسم سليماني..! فهل يجرؤ العبادي على مس حصونهم؟!

 

الثالث – أن المعركة القادمة هي مع الفساد.. والحال أن العبادي مع كل التأييد الذي حظي به إبان تسنمه سدة الحكم، لم ينجز شيئا من وعوده، وظل متفرجا يخشى مجرد التفكير في التعرض لحيتان الفساد الذين يفوقونه خيلا ورجلا حتى صار مادة للتندر والكاريكاتير، وسقط من عيون الجماهير..!

 

وختاما، نقول: إذا كان الفشل حليف العبادي مع كل أسباب الدعم والتأييد في ولايته المنقضية.. فما عساه سيصنع في قادم الأيام بعد أن بات للمليشيات “الوقحة” كما وصفها الصدر أذرع سياسية، بل رشحتهم الانتخابات المزيفة هذا العام حكاما بموجب شريعة الغاب، أو عفواً، ما دعاه الكافر المحتل بدستور العراق الديمقراطي التعددي؟!! وإن الأيام القادمة حبلى بالخوف والفزع مما ستتفتق عنه أذهان أزلام إيران (الإسلامية) جدا. هذا ما بات حديث الخاصة والعامة سيما وأن أمريكا عازمة على استئصال سنة العراق وسوريا خدمة لأغراضها الدنيئة، وحفاظا على حليفها كيان يهود المسخ… ﴿وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللهُ وَاللهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ﴾.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

عبد الرحمن الواثق – العراق

2018_06_21_TLK_2_OK.pdf