Take a fresh look at your lifestyle.

ما بين سلطتي غزة ورام الله، شعبٌ يُهان وكرامة تُنتهك

 

ما بين سلطتي غزة ورام الله، شعبٌ يُهان وكرامة تُنتهك

 

الخبر الأول:

 

نقلت وسائل الإعلام – بالصور والفيديو – خبر قمع أجهزة السلطة الفلسطينية في 2018/6/13 لمجموعة من المحتشدين في مدينة رام الله طالبوا برفع الحصار عن قطاع غزة.

 

الخبر الثاني:

 

نقلت الأخبار من مدينة غزة في 2018/6/18 خبراً بالصور والفيديو قام فيه أفراد بلباس مدني قيل إنهم يتبعون لحركة حماس قاموا بفضّ احتشاد للناس بالقوّة كانت قد دعت إليه دائرة الأسرى يُطالب السلطة الفلسطينية بدفع رواتب الموظفين وإنهاء الانقسام.

 

التعليق:

 

أولاً: سواءٌ أكان هدف المتظاهرين والمحتشدين هو المطالبة بدفع رواتبهم أو إنهاء الانقسام كما كان لسان حال المحتشدين في غزة يقول، أم كان لرفع الحصار عن قطاع غزة كما فعل المحتشدون في مدينة رام الله،  فالناسُ أولاً وآخراً يعبّرون عن همومهم وعن أمور يعتبرونها قضيّة بالنسبة لهم، وطالما وقعت تلك المطالبات تحت تلك المعاني فهذا مما لا يُنكر مثله ولا يعاب عليهم مطالبتهم بها، فكيف إن تطوّر ردّ فعل السُلطات إلى ما هو أبعد من الإنكار على النّاس وأشدّ قوّة وبطشاً وانتهاكاً لكراماتهم بالتعدّي عليهم بأقوال وأفعالٍ شنيعة وكأنّ النّاس وحقوقهم وآلامهم في وادٍ، والسُلطات المتسلطة على رقابهم، سواء في غزة أو رام الله، في وادٍ آخر!!

 

بل لقد شهدنا في مدينة رام الله أفعالاً لا تختلف كثيراً عمّا يفعله “المستعربون اليهود” مع المتظاهرين من اعتقالٍ وضربٍ وسحلٍ على الأرض بشكل يوحي بدرجة من العداء بين الناس وبين السلطات!!

 

ثانياً: ولأنّ تلكما السلطتين تعوّدتا على تحريك النّاس في المناسبات التي تخدم فقط سياستيهما وفق برنامج يضعونه هو يحدد للناس متى وكيف ولماذا يحتشدون، فإن أيّ احتشادٍ أو تظاهر لا يخدم سياستيهما هو محلّ تجريمٍ وقمعٍ وتغوّل، حتى ولو كان في وقت من الأوقات هو من نوع ما كانت السلطتان تحرّك الناس للمطالبة به، لكن حين يتحرك الناس ويتظاهرون في “مناخ سياسيّ” لا يتوافق مع مصلحة سلطة رام الله وسلطة غزّة فإنّ الحلّ هو البطش والعنف وامتهان كرامة الناس!!

 

ثالثا: هذا ليعلم النّاس في الأرض المباركة فلسطين كلّها أنّ “الكيانات السياسية الكرتونية” لا شأن لها بهموم الناس ولا رعايتهم ولا أمنهم ولا السهر على راحتهم ولا تلبية مطالبهم، لأنها كيانات موهومة لا واقع ولا حقيقة لها على الأرض حتى تُلبي تلك المعاني أو تحرص عليها، فمن جهة يعلمون أنّ هكذا كيانات تحت الاحتلال وحرابه لا تخدم إلا العدوّ، كما صرّح الرنتيسي رحمه الله، ومن جهة أخرى هم يعيشون تحت بساطير يهود كما قال كبيرُ جناح هذه السلطة التافهة في رام الله!!

 

رابعاً: الأجندات السياسية لسُلطة وُلدت مشوّهة لن تكون إلا مشوّهة مثلها. ولن يقوم على شأن الناس، رعاية وحماية، إلا كيان من جنس دينهم وعقيدتهم وشرع ربّهم، يؤدي حقوق الناس ويعرف قدرهم وكرامتهم ويحمي بيضتهم ويقيم بينهم شرع ربهم، كيانٌ حقيقيّ لا وهمي؛ دولة قوية قادرة لها إمام قادرٌ قويّ يجمع المسلمين كلهم في أقطار الأرض تحت راية تعيد لهم عزّتهم ومكانتهم، نعلم أن هكذا كيان لن تستطيع عقول الأقزام فهمه أو استيعابه، ولكنه الكيان الذي أمر الله به، وهو الكيان القائم والناجز قريباً بإذن الله: خلافة راشدة ثانية على منهاج النبوّة، وما ذلك على الله بعزيز.

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

رولا إبراهيم – بلاد الشام

 

 

2018_06_22_TLK_3_OK.pdf