لا للمفاوضات لإضفاء الشرعية على استمرار احتلال أمريكا لأفغانستان
الخبر:
في 12 من حزيران/يونيو 2018م، قام رئيس أركان الجيش الباكستاني قمر جاويد باجوا بزيارة إلى أفغانستان لإجراء مزيد من المحادثات، وعقد اجتماعاً مع الرئيس الأفغاني أشرف غاني أثناء زيارته لكابول، كما جاء في بيان صحفي صادر عن مؤسسة العلاقات العامة للجيش. وقد هنأت قيادةُ الجيش السلطاتِ الأفغانية على مبادرات السلام الأخيرة، وخاصة تلك التي ارتبطت بشهر رمضان المبارك، وتمنّت أن تستمر هذه الخطوات على الدوام، حتى تؤدي في النهاية إلى سلام دائم. وقال باجوا خلال لقائه في أفغانستان بالجنرال جون نيكلسون قائد بعثة “الدعم الحازم” إن باكستان ترغب في إنجاح قوات أمريكا وحلف شمال الأطلسي “الناتو” وإيجاد الاستقرار في أفغانستان.
التعليق:
إن هزيمة أمريكا وإهانتها في أفغانستان على أيدي بضعة آلاف من المجاهدين المخلصين واضحة مثل أشعة الشمس الساطعة في سماء زرقاء صافية، وعلى الرغم من الجهود العسكرية والسياسية الأمريكية المستمرة، فإنها لم تنجح في هزيمة المقاومة الأفغانية، التي تقودها في الغالب حركة طالبان الأفغانية، ولم تقبل الحركة النظام العميل الذي تم تنصيبه من قبل أمريكا. وكانت أمريكا تستخدم القيادة العسكرية الباكستانية لاستخدام نفوذها على المقاومة الأفغانية لحثها على إجراء محادثات سلام، وهي المحادثات التي يقصد منها التوصل إلى حل سياسي ترعاه أمريكا في أفغانستان والذي سيضفي شرعية على وجود أمريكي دائم في أفغانستان. مع ذلك، فإن أمريكا لم تحقق ما تريد، وقد انعكس هذا اليأس واضحا في أول تغريدة لترامب في عام 2018م، حيث غرّد قائلًا: “لقد أعطت الولايات المتحدة باكستان بحماقة أكثر من 33 مليار دولار من المساعدات على مدى السنوات الـ15 الماضية، ولم تعطنا باكستان سوى الأكاذيب والخداع”، هذه التغريدة تؤكد أن القيادة السياسية والعسكرية الباكستانية لم تتمكن من تحقيق أهداف أمريكا على الرغم من بذلها قصارى جهدها.
مع ذلك، تواصل القيادات السياسية والعسكرية في باكستان جهودها لتحقيق أهداف أمريكا، إنها تصرّ على محاولة تأمين غطاء سياسي للوجود الأمريكي، حتى أثناء تضليل المسلمين عن منح أمريكا الهند فرصة غير مسبوقة في أفغانستان وتقويض أمن باكستان. في الواقع، لا يوجد خلاف حول استخدام الأراضي الأفغانية من قبل الهند والعناصر الأخرى المناهضة لباكستان تحت الرعاية الأمريكية، كما أن مقتل زعيم بارز من طالبان الباكستانية داخل أفغانستان في هجوم بطائرة بدون طيار قد أكّد هذه الحقيقة. لذا فإنه إذا كانت القيادة السياسية والعسكرية مخلصة في تأمين مصالح باكستان، فإنها لم تكن لتدعم أمريكا في جهودها لتعزيز وجودها في أفغانستان، وبدلاً من الإعلان صراحة عن الاهتمام في نجاح الصليبيين، فإنه كان لزاما على القيادة أن تتعاون مع المقاومة الأفغانية لطرد أمريكا من هذه المنطقة إلى غير رجعة.
لا يمكن تحقيق الأمن والأمان من خلال دعم الجهود الأمريكية، ولا يمكن ضمان ذلك إلا بطرد أمريكا من منطقتنا، فهي السبب الرئيسي لعدم الاستقرار والدمار في منطقتنا. إنه لأمر مؤسف أن يتحالف قادة قوات سادس أكبر جيش في العالم، المزود بترسانة نووية، مع أمريكا، وتعبر بشكل صريح عن رغبتها في نجاحها، وهو نجاح مشترك مع الهند! لا يمكن تحقيق الأمن والأمان من خلال تقوية أعداء الإسلام والمسلمين بأي حال من الأحوال، فالأمن والأمان يتحققان فقط بهزيمة الأعداء، قال الله سبحانه وتعالى: ﴿فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُم﴾. هكذا فإن الخلافة على منهاج النبوة، القائمة قريبا بإذن الله، لن تعبّر أبدًا عن أية رغبة في نجاح أمريكا في أفغانستان، ناهيك عن العمل بكل ما أوتيت من قوة للالتزام بأوامر الله سبحانه وتعالى لتقود جيوش المسلمين لطرد العدو من بلادنا.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
شاهزاد شيخ
نائب الناطق الرسمي لحزب التحرير في ولاية باكستان