تطلعات أهل فلسطين تتجاوز السلطة وصفقات المستعمرين!
الخبر:
وجه جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وأحد كبار مستشاريه، رسالة مباشرة للشعب الفلسطيني عبر صحيفة القدس قال فيها “أنتم تستحقون أن يكون لديكم مستقبل مشرق. الآن هو الوقت الذي يجب على كل من (الإسرائيليين) والفلسطينيين تعزيز قيادتهم على الانفتاح تجاه حل وعدم الخوف من المحاولة”. وأضاف “إنني أؤمن بأنه من أجل الوصول إلى اتفاق، سيكسب كلا الطرفين أكثر مما يعطيان وسيشعران بالثقة بأن حياة شعبيهما ستكون أفضل حالا بعد عقود من الآن بسبب التنازلات التي يقدمانها”. وأكد كوشنر على المنافع الاقتصادية “لصفقة القرن” حيث قال “نعتقد أنه بإمكاننا جذب استثمارات كبيرة للغاية في البنية التحتية من القطاعين العام والخاص” لتحسين الاقتصاد الفلسطيني. (عربي 21).
التعليق:
- يتحدث كوشنر (الغرّ في السياسة) بمنطق صهره ترامب، منطق رجل الأعمال الذي لا يرى سوى المصالح والأموال ويظن الناس يلبسون نفس نظاراته السوداء ولا يرون العالم إلا من هذا المنظور القاصر! فيسعى كوشنر برسالته هذه إلى إغراء أهل فلسطين بالمنافع المادية “المتوقعة!” من صفقة ترامب التي تفرط ببقية ما تبقى من فلسطين ومقدساتها، متغافلاً أن أهل فلسطين قد قدّموا أموالهم وأرواحهم رخيصة في سبيل الدفاع عن الأرض المباركة، مسرى رسول الله وقبلتهم الأولى، فهل من يقدم الغالي والنفيس تغريه وعود “الشياطين” بتحسين البنى التحتية وتعزيز القطاع العام والخاص؟!!
- ثم إن أهل فلسطين قد أدركوا بمنطق الإحساس كذب وعود أمريكا وأدواتها، وهم الذين قد روجوا لاتفاق أوسلو منذ عقدين على أنه سيحول مناطق السلطة إلى سنغافورة جديدة وسويسرا الشرق الأوسط، فإذا به يورثها الفقر والفحشاء والمنكر، ولن يلدغ أهل فلسطين من الجحر نفسه مرتين بإذن الله. ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ﴾.
- إن من الوقاحة بمكان أن يتحدث كوشنر عن استحقاق أهل فلسطين لحياة أفضل و”مستقبل مشرق” وبلاده توفر الغطاء السياسي والدعم المالي والعسكري لكيان يهود المجرم، وهي بذلك، وبعدوانها على المسلمين في أقطار شتى، عدوة لأهل فلسطين ولكل المسلمين. ﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ﴾.
- إن أهل فلسطين يتطلعون لتحرير الأرض المباركة كاملة من رجس يهود وأن تكون عقر دار الإسلام، وهم بذلك قد تجاوزوا صفقة ترامب وحل الدولتين، ولا يعنيهم التنافس الاستعماري الحاصل بين أمريكا وأدواتها وأوروبا وأزلامها، فأهل الأرض المباركة فلسطين على يقين تام بأن هذه الأرض أرض إسلامية من بحرها إلى نهرها ولن يغير ذلك صفقاتُ المستعمرين ولا حلول المتآمرين، وهم يستصرخون جيوش المسلمين لإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة وتحرير فلسطين.
كتبه لإذاعة المكتب بالإعلامي المركزي لحزب التحرير
علاء أبو صالح
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في الأرض المباركة فلسطين