هولندا تحظر ارتداء النقاب في الأماكن العامة
الخبر:
صادق البرلمان الهولندي يوم الثلاثاء الماضي الموافق 26/06/2018 على مشروع قانون يحظر ارتداء النقاب في الأماكن العامة، أي داخل المؤسسات الحكومية والمدارس والمستشفيات ووسائل النقل، وقد حصل مشروع القرار على أغلبية الأصوات، إذ صوت لصالحه 44 نائبا في حين تم رفضه من قبل 31 نائبا في جلسة تصويت عقدت في البرلمان الهولندي، جدير بالذكر أن البرلمان الهولندي كان قد صوت في عام 2016 على حظر النقاب في الأماكن العامة ولكن لم يتم تطبيق القانون بشكل كامل بسبب تغييرات في الحكومة آنذاك.
التعليق:
إن سياسة التضييق على المسلمين في الغرب من أجل إبعادهم عن دينهم وإخضاعهم للقيم العلمانية الرأسمالية لم ولن تتوقف أبدا، بل إن المشاهد المحسوس أن سياسة التضييق هذه قد أخذت في الآونة الأخيرة تتصاعد وتتسارع بشكل مثير للقلق، ليس في هولندا فحسب، بل في كافة الدول الأوروبية، من فرنسا إلى ألمانيا إلى الدنمارك إلى بلجيكا إلى إسبانيا إلى النمسا وأخيرا وليس آخرا هولندا، مما يدل بشكل واضح على أن ما يجري إنما هو سياسة متفق عليها من قبل حكومات الدول الأوروبية كلها وما يجري الآن إنما هو تنفيذ لتلك السياسة ليس إلا، وينسى هذا الغرب الكافر المتعجرف الذي طالما تبجح أنه صاحب الحضارة الراقية التي تقبل بالتعدد وتقبل الرأي والرأي الآخر، وأن حضارته حسب زعمهم هي قمة ما توصل إليه العقل البشري، وأنها حضارة تسامح، وتقدس ما يسمونه بحرية المعتقد والحرية الشخصية، لكنها مع كل هذا لم تستطع أن تتسامح أو تتعايش مع قطعة قماش تغطي بها المرأة المسلمة وجهها! حقاً إن هذا نصر للإسلام وأهله، فعلى الرغم من المشاكل التي ستواجه أخواتنا المسلمات عند تطبيق هذا القرار الظالم إلا أن حظر النقاب إنما هو شهادة وفاة لحضارة الغرب البائسة الزائفة، فها هي حضارته تسقط صريعة عند أقدام المسلمات العفيفات اللاتي لم تغرهن الحياة الدنيا ولم يمنعهن العيش في بلاد الكفر من الامتثال لأوامر المولى سبحانه وتعالى.
وإن المشاهد المحسوس أيضا أن الغرب الفاجر يحارب المسلمين كل المسلمين وليس فقط المسلمين الذين يعيشون بين ظهرانيه، فالمسلمون في بلاد المسلمين يتعرضون لحرب إبادة من قبل أدوات وعملاء الغرب الكافر؛ في الشام واليمن وليبيا والعراق وبورما وفلسطين، بسبب حبهم للإسلام والعمل الحثيث للعيش تحت سلطانه، بعد أن أدركوا أنه السبيل الوحيد للتحرر من هيمنة هذا الغرب وعملائه وتغوله ونهبه لثروات المسلمين، وها هي جيوشه تعود إلى بلاد المسلمين من جديد بعد أن رأوا قرب سقوط عملائهم رأي العين، فشكلوا تحالفات دولية لضرب كل من يفكر في التحرر من هيمنته، وطائراته ودباباته تقتل وتدمر يوميا دون توقف ودون أن يرقبوا فينا إلاًّ ولا ذمة، وأما في بلاده، فيقوم هذا الغرب بالتضييق على المسلمين يوما بعد يوم ومحاربتهم في دينهم وفرض علمانيته البائسة عليهم.
لقد أخبرنا الله سبحانه في كتابه العزيز أن حرب الكفار علينا لن تتوقف حتى يردونا عن ديننا إن استطاعوا، فقال عز وجل: ﴿وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا﴾ ويقول عز وجل: ﴿قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ﴾ ويقول: ﴿وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً﴾ فمزيد من الصبر والثبات أيها المسلمون يُمِيت الغربَ بغيظه، وتذكروا قول نبيكم r: «يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ الْقَابِضُ عَلَى دِينِهِ كَالْقَابِضِ عَلَى الْجَمْرِ»، وتذكروا أنه إن تنازلتم عن شيء من دينكم فإن الغرب سيطالبكم بالتنازل عن المزيد والمزيد حتى تخرجوا من دينكم، فاجعلوا من الالتزام وعدم التفريط بدينكم خطا أحمر حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد أبو هشام