Take a fresh look at your lifestyle.

ترامب ضحية مقلب

 

ترامب ضحية مقلب

 

 

 

الخبر:

 

وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضحية لمقلب من ممثل كوميدي أجرى مكالمة هاتفية معه منتحلا شخصية سيناتور بالكونغرس.

وانتحل الممثل الكوميدي، جون ميلينديز، شخصية السيناتور الأمريكي بوب مينينديز، حسب قناة “فوكس نيوز” الأمريكية.

وكشف المقدم الفكاهي أنه اتصل بالبيت الأبيض مدعيا أنه أحد معاوني السيناتور بعد أن ترك رقم هاتفه، وفي نهاية المطاف رُبط الاتصال بالرئيس الأمريكي. (وكالة الأناضول)

 

التعليق:

 

يحاول الغرب عبر إذاعاتهم وقنواتهم أن يضللوا الناس بنشر مثل هذه الأخبار على أنهم لديهم حرية الرأي ويمكن للشعب الاستهزاء على حاكمهم، وللأسف كثير من المسلمين انجرفوا وراء هذه المصطلحات ومنها مصطلح الحريات الذي أتى من الغرب فأعطوا المسلمين رأيهم على الطريقة السطحية، وأخذوا المعنى اللغوي لكلمة الحريات في الحضارة الإسلامية بدلالتها اللغوية وليس بمعناها الصحيح، ولكن الحريات العامة الغربية هي عنوان لفكر سياسي تقوم عليه الحياة الغربية فلا يجوز أن نفهم هذا المفهوم “الحريات العامة” من خلال النظر في معاجم اللغة ولكن يجب أن تفهم وفق دلالتها.

 

هم عندما تخلصوا من هيمنة الكنيسة وهيمنة الملوك الذين يتحكمون بالناس بزعم ما يسمى بنظرية التفويض الإلهي، أي أن الملك مفوض من الله فهو يتحكم بسلوك الناس ويفرض عليهم ما يريد، هنا أصبحت عندهم الحرية من هذه الهيمنة ولا يجوز مقارنتها بمعنى الحرية في الإسلام، فهي لا تليق بالإنسان كإنسان والذي هو كائن مفكر، يحتاج إلى ضوابط ونظام صحيح يعيش عليه، ولكن الغرب روّج لفكرة الحرية واعتبرها مكسبا للإنسان، وهذا أمر مجرد من الفكر الصحيح العميق الذي يجب على الإنسان أن يرتقي إليه. وكان من الالتباس الذي وقع فيه كثير من أبناء المسلمين قولهم إن الإسلام دين الحرية، والإسلام يراعي حقوق الإنسان، وهم لم يتفكروا ولو للحظة هل يطابق مدلول اللفظ حقيقة الإسلام؟ فالإسلام براء من فكرة الحرية بمعناها الغربي، فلا حريةَ في الإسلام بهذا المفهوم، بل الكل عباد لله ويجب أن يخضعوا وينصاعوا لأمره سبحانه.

 

إن هذه المصطلحات التي يروَّج لها بين المسلمين في هذا العصر يجب أن نأخذ منها ما يجوز لنا أخذه دون سواها، وقد اتضح لنا أن الحرية – أو الحريات كما يجب أن تسمى كي لا يلتبس الأمر على المسلمين – هي مصطلح غربي بمعناها المتداول، وهو ما يطلق عليها الليبرالية في الغرب، وترجم اللفظ إلى “الحرية” بالعربية لتسهيل ترويجه بين الناس، فكان الالتباس والخطأ الشنيع، الذي جعل الكثير من أبناء الأمة يتشدقون بالحرية ويسمون أحزابا بها! مع أن الليبرالية هي مصطلح كفر لا علاقة للإسلام به، وكلمة الحرية في العربية هي ضد الاسترقاق أي تعني الحرّ الذي ليس بعبد مسترق، وهذا المعنى ليس فيه مشكلة، فهو موجود في الإسلام، بل ارتبطت به أحكام شرعية كثيرة، ولكن تحول اللفظ إلى مصطلح بمعنى آخر، لذلك لا يجوز استخدامه بهذا المعنى، وإنما يوضع له لفظ آخر، وهو “الحريات” لإزالة الشبهة عند الناس، وذلك كما نهى الشرع المؤمنين عن استخدام كلمة “راعنا”، فهي مصطلح عند اليهود بمعنى سيئ، مع أن معناها في العربية معنى لائق، ولكنها عند يهود كلمة غير لائقة لذلك نهينا عنها.

 

وطالما أن مصطلح الحرية ليس من الإسلام، الكلمة المناسبة لما نراه من ظلم الآن هي كلمة “الاستعباد”، هذا الاستعباد الذي وصل إلى حد القتل والتشريد والمداهمات ورفض الشكوى، وكذلك التشريعات والقوانين الظالمة التي تجعل الحياة جحيمًا كما نرى الظلم في كل مناحي الحياة، وذلك لأن أبرز أشكال الاستعباد هي التي تتحكم فينا؛ ألا وهو أن يشرع لنا أشخاصٌ نظامَ حياتنا من عند أنفسهم، فنعبدهم من دون الله! أو يسيطر على حياتنا عدو من غيرنا كالمستعمر الأمريكي فيشرع لنا،. فهذا الاستعباد بهذا المفهوم حرام كما أن الحرية بمفهومها الغربي حرام!

 

ولكن كما أن للحرية الحرام مخرج منها بما جعله الله سبحانه لنا من عبادته وحده دون سواه، فالمخرج من الاستعباد كذلك لا يكون إلا بالتحرير، ولا تحرير حقيقيًا يمكن أن نسميه تحريرا إلا بالإسلام، وهذا هو الذي عبر عنه ربعي بن عامر رضي الله عنه رسول قائد المسلمين إلى رستم قائد الفرس، وهو يسأله: “ما الذي جاء بكم؟” فيقول: “إن الله ابتعثنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله وحده، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام”.

 

من التحديات التي جندها المستعمر الإعلام الذي يقلب الحقائق ويظهر الأمور على عكس ما هي عليه مروجا لطريقة عيشه في الحياة بحيث تبدو وكأنها مثال يحتذى. وبالمقابل فإنه يحارب الإسلام ويشوه الحقائق ويحارب العاملين لإعادة حكم الله في الأرض ووصمهم بـ(الإرهاب) و(التطرف) والرجعية والتخلف. ووسائل الإعلام المضللة هذه تبث سمومها القاتلة لتشويه صورة الإسلام ومهاجمة أفكار العقيدة الإسلامية باسم الديمقراطية وحرية التعبير والحرية الشخصية والترويج للاختلاط والرذيلة والدعوة لتحرير المرأة والدعوة لعدم الزواج وإقامة علاقات خارج إطار الزوجية والدعوة إلى حقوق الإنسان وغيرها من أفكار الغرب الفاسدة.

 

لكن الحل الجذري لمشكلاتنا والتحديات التي تواجهنا لن تزول إلا بإقامة دولة الإسلام؛ الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، التي تقيم كل الإسلام والتي تقوم في كل شيء فيها على العقيدة الإسلامية.

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

دارين الشنطي

2018_07_04_TLK_3_OK.pdf