النظام الأردني يخذل أهل الشام مجددا
الخبر:
أطلق مغردون أردنيون حملة على موقع التواصل “تويتر” تطالب بفتح الحدود الأردنية – السورية، أمام النازحين من الجنوب السوري الهاربين من الحملة العسكرية التي تشنها قوات النظام وحلفاؤها الروس على مدن وبلدات في محافظة درعا. وغرد أصحاب الحملة تحت وسم #افتحوا_الحدود ردًا على قرار الحكومة الأردنية بإغلاق الحدود مع مناطق الجنوب السوري، تنديداً بالتصريحات التي تتحدث عن أن الأردن أصبح غير قادر على استقبال المزيد من اللاجئين السوريين.
التعليق:
حدود وهمية مصطنعة رسمها المستعمرون بين بلاد المسلمين لتمزيقهم وتقسيم بلادهم، والعمل على منع وحدتهم بعد هدم دولتهم، فمزقوا بلاد المسلمين إلى أكثر من خمسين مزقة ووضعوا لكل مزقة منها علماً ونصبوا عليها حاكماً ينفذ أوامرهم ويحفظ مصالحهم.
ولكن هذه الحدود المصطنعة، وهؤلاء الحكام النواطير، لم ولن يستطيعوا أن يقطعوا رابط الأخوة والعقيدة الإسلامية بين المسلمين، ولم ولن يستطيعوا الوقوف في وجه حقيقة أنَّ المسلمين أمة واحدة من دون الناس، وأنهم كالجسد الواحد كما وصفهم رسولنا الكريم r «إِذّا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى»، وردود الفعل الغاضبة في الأردن على التصريحات الحكومية التي تتحدث عن إغلاق الحدود وعدم قدرة الأردن على استيعاب المزيد من لاجئي سوريا الفارين من بطش ووحشية النظام والروس في جنوب سوريا، ومطالباتهم بفتح الحدود، وإظهار استعدادهم لاستقبال إخوانهم من أهل سوريا شاهدة على ذلك.
وما يفعله النظام الأردني ليس بدعاً من القول أو الفعل، فخذلان المظلومين والمستضعفين من المسلمين وإغلاق الحدود في وجوههم، بل والتآمر عليهم ومناصرة أعدائهم، هو ديدن الأنظمة الحاكمة في بلاد المسلمين عند كل أزمة أو بلاء يحل بهم، وتصرفات حكام بنغلاديش وباكستان ودول جوارهما مع مسلمي الروهينجا ماثلة أمامنا، وكذلك تصرفات السيسي وإغلاقه الحدود مع قطاع غزة وتضييق الخناق عليهم هو أمر معروف للجميع، وكذلك الأمر مع تركيا التي تحدثت التقارير عن إطلاق حرس الحدود فيها النار على اللاجئين من سوريا لمنعهم من الدخول إلى أراضيها.
إن نصرة المسلمين المستضعفين في سوريا وفي سائر بلاد المسلمين ليس منة أو إحساناً كما يظن البعض، بل هو واجب تقتضيه أخوة العقيدة الإسلامية، وتدعو إليه الآيات والأحاديث الشريفة، يقول تعالى ﴿وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ﴾ ويقول r «مَا مِنِ امْرِئٍ يَخْذُلُ مُسْلِمًا فِي مَوْطِنٍ يُنْتَهَكُ فِيهِ حُرْمَتُهُ، وَيُنْتَقَصُ فِيهِ عِرْضُهُ إِلا خَذَلَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ، وَمَا مِنِ امْرِئٍ يَنْصُرُ مُسْلِمًا فِي مَوْطِنٍ يُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ وَتُنْتَهَكُ فِيهِ حُرْمَتُهُ إِلا نَصَرَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ».
ونختم بقول الشاعر:
أَسْقِـطْ حُـدُودَ الإفْـكِ، لا تَـتَـرَدَّدِ … وارْمِ الخرائِطَ فـي جحيـمِ المَوْقِـدِ
لا تَـرْضَ بيـن بـلادِ أُمَّـةِ أَحْمَـدٍ … إلاَّ يـداً مـمـدودةً نَـحْـوَ الـيَـدِ
لا تَـرْضَ إلاَّ أنْ تَـذُوبَ وتَنْـزَوي … عَصَبيّـةٌ قَتَلَـتْ بسيـفٍ مُغْـمَـدِ!
جَعَلُوا مِـنَ المِـزَقِ الهَزيلـةِ هـذهِ … دُولاً تُنَـازِعُ، مُنْـذُ يـومِ المَـوْلِـدِ
نُورُ الخلافةِ سوفَ يَغْمُـرُ أرضَنَـا … يا أُمَّـةَ المِليـارِ، قومـي واشهـدي
قُومِـي نُدَمِّـرْ كُـلَّ سَــدٍّ بَيْنَـنَـا … ونُعِدْ لواءَ المَجْـدِ، رَمـزَ السُّـؤدُدِ
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
براءة مناصرة