حوران الشام في مرمى السياسة الدولية
الخبر:
الجزيرة نت- أعلنت وحدة الإعلام الحربي التابعة لحزب الله اللبناني أن مسلحي المعارضة في بصرى الشام بجنوب غرب سوريا وافقوا على تسوية مع الحكومة.
ميدل إيست أونلاين- عمان – قال متحدث باسم المعارضة إن المحادثات استؤنفت بين المعارضة السورية ومفاوضين روس في سبيل التوصل إلى وقف إطلاق نار في بلدة يسيطر عليها مقاتلو المعارضة بجنوب غرب البلاد وذلك بعد وساطة من الأردن. واضطرت العديد من البلدات والقرى التي تخضع لسيطرة المعارضة إلى القبول بسيادة الدولة السبت مع انهيار خطوط دفاع مقاتلي المعارضة في مناطق من الجنوب الغربي تحت وطأة قصف مكثف. وذكر مقاتلو المعارضة أن المفاوضات في بصرى الشام فشلت السبت بعد اجتماع مفاوضين روس مع فريق يمثل الجيش السوري الحر وطلب خلاله الروس من فريق المعارضة استسلاما كاملا. وقال إبراهيم الجباوي المتحدث باسم غرفة العمليات المركزية التي تمثل مفاوضي الجيش السوري الحر إن فريق المعارضة استأنف المحادثات مع ضباط روس الأحد بعد جهود وساطة من الأردن الذي يسعى إلى وقف إطلاق النار. وأشار إلى “استئناف المفاوضات بين الجانب الروسي وجانب الثوار في الجنوب السوري بوساطة أردنية”.
التعليق:
أكثر من سبعة أعوام عجاف مضت منذ أن كتب صبية حوران على جدران الخوف السورية بكل شجاعة وتحدي: جاك الدور يا دكتور. هؤلاء الصبية صاروا الآن رجالاً يقفون ببسالة أمام تلك الجدران التي عادت إليها كرة روسيا مجدداً تريد هزيمتهم ظناً منها أنهم كالفرق العربية. لقد أوعزوا لإعلامهم بنشر أكاذيب عن جولات من المفاوضات تنتهي بصفارة حكم المباراة لصالح الفريق الروسي. لكن فألهم خاب وسهمهم ذاب. فقد اصطدموا بصخرة كأداء من مجموعة من الشرفاء الذين رفضوا التنازل أو التراجع.
وكعادتهم عمدوا للتلفيق ولنشر الأكاذيب هم وكل وسائل الإعلام الغربية معهم عن اتفاقات وهدن مزعومة كذبتها صور وأفلام الدبابات المعطوبة والجثث المترامية على أرض حوران الزكية وأسرى بكميات كبيرة. فهل ستُغيّر حوران مسار ثورة الشام كما غيرتها في آذار 2011؟
تسقط موسكو ولا تسقط درعا:
بكلمات بسيطة رد بها نشامى حوران على وفد التفاوض الروسي قلبت الطاولة على رؤوس عرّابي النظام وجواسيسه وضفادعه، وأكملوا: لم يعد لدينا ما نخسره! ونتمم كلامهم: ولم يعد لدينا ما نكسبه فقد بعنا أنفسنا لله، وهذه هي التجارة الرابحة.
ألم يتعلم ثوار الشام من رأس الذئب المقطوع؟ ألم يروا بأعينهم غدر النظام ورعاته الأنذال، روسيا وإيران وتركيا، ممن سلموا أنفسهم في حمص وحلب والزبداني والغوطة… الخ؟ فكيف نأمن بعد كل هذا لمغول العصر الحديث؟ إن روسيا وإيران ونظام العار في دمشق هم أخس وأسوأ من التتار الذين عاثوا في بلاد المسلمين فساداً، فلم يبق إلا روح في رمقها الأخير تنتظر أمر بارئها لتخرج، فإما في سبيله أو رغماً عنها غدراً على يد المغول.
لهذا لم تعد المسألة مسألة خيار بين الصح والأصح، بل الخيار بين الموت الكريم والموت الخسيس، بين العزة وبين الذل، بين الجنة والنار. وقد وعدنا الله إحدى الحسنيين إن نحن صدقناه ولم نغير ولم نبدل ولم نعصه، النصر أو الشهادة، ومن طلب النصر بطريقه الشرعي أعطاه الله إياه ولو كان فيه ضعف: ﴿إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ * وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَىٰ وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾.
ومن طلب التمكين بطريقته الثابتة، مكّنه الله ومنّ عليه بثوابي الدنيا والآخرة أيضا: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾.
فالثبات الثبات يا أهل حوران، ولا تنظروا للمرجفين والمنافقين بينكم الساعين لكسب وعد عدو الله وعدوكم، فالله مخزيهم ولكن خذوا حذركم فإن الله ممدّكم بأسباب النصر إن أنتم نصرتموه حق نصره: ﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ وَمَن يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِّقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
م. هشام البابا