ثقافة الرّقص على مصائب الأمّة
الخبر:
أُحدث باقتراح من وزير الشؤون الثقافية بتونس وبمقتضى الأمر الحكومي عدد 578 لسنة 2018 والمؤرخ في 12 حزيران/يونيو 2018 دبلوم وطني أطلق عليه اسم “الدبلوم الوطني للرقص”، وذلك في اختصاص الرقص الكلاسيكي والرقص المعاصر أو الرقص التقليدي. تجرى مراحل التكوين بهدف الإعداد للحصول على الدبلوم الوطني للرقص بالمعاهد العمومية للموسيقى والرقص، ويشترط في المترشح للقبول بمرحلة التكوين المذكورة ألاّ يقل عمره عن ستّ سنوات. (الصّريح أون لاين 2018/07/05)
التعليق:
لم تُرد الحكومة التّونسيّة كبت التعبير الجسماني لعشّاق الرّقص وهُواته فأغدقت عليهم بأن أحدثت دبلوماً في الاختصاص يشهد بكفاءاتهم بعد إتمام مراحل التّكوين واجتياز الاختبارات النظرية والتّطبيقيّة بنجاح. ولعلّ هذا الإنجاز العظيم يندرج ضمن سياسة الدّولة في تحقيق التنمية وإحداث مواطن إضافيّة للشغل في ظلّ العدد المتزايد من خرّيجي التّعليم العالي الذين باتوا عبئا ثقيلا على الدّولة لعدم دخولهم طور الإنتاج!!!
بين الوضع الاقتصادي المتأزّم وغلاء الأسعار والقروض الدّولية المشروطة والبطالة المتفشّية وقوارب الهجرة والانقطاع المتكرر للمياه في أنحاء البلاد وتردّي الخدمات الصحّية وكثرة الهيئات واللّجان المكوّنة التي زادت الأوضاع سوءا بل وتحارب جهارا أحكاما شرعيّة معلومة من الدّين بالضّرورة والنظام التعليمي المدمّر والإعلام الفاجر والملايين التي تُصرف على المهرجانات الصّيفيّة… تتوالى علينا الإتحافات التشريعية التي لا تزيدنا إلا تبعيّة وتضعنا رهن ثقافة غربيّة مقيتة.
لعلّ ثقافة الرّقص متنفّس لكلّ من غابت عنه قضايا الأمّة فنأى بجانبه وأعرض عنها لكن هي عار على من اعتبر نفسه عضواً من أمّة الجسد الواحد وعاهد نفسه على حمل همّ إخوانه المسلمين في كامل أنحاء المعمورة. فلْتكفّ حكومة الشّاهد عن تمييع أجيال بأكملها فلا خير يُرجى من جيل يتربّى على الغناء وهزّ الخصر ودراسة الرّقص بأنواعه، بل نحن بحاجة إلى دولة تقوم على أساس العقيدة الإسلامية لتطبّق شرع الله في واقع الحياة وتبني الشخصية الإسلامية القوية التي ستعمر الأرض وتسعى لنهضة خير أمّة أخرجت للنّاس.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
م. درة البكوش