خبر وتعليق
الإمارات تزيد مدة الخدمة العسكرية الإلزامية… فماذا عن المرتزقة؟
الخبر:
أعلنت القيادة العامة للقوات المسلحة الإماراتية في بيان أمس (السبت) زيادة المدة القانونية للخدمة العسكرية الإلزامية من 12 شهراً إلى 16 شهراً.
ونص القانون في بداية إقراره على خدمة تسعة أشهر فقط، ثمّ تم تعديلها إلى 12 شهراً، بينما يخدم من لم يحصل على الثانوية مدة عامين.
التعليق:
هذا الخبر نشر في 2018/07/08 وأمس نشر موقع ميدل إيست آي (عين الشرق الأوسط) تقريرا عن تعزيز الإمارات جيشها بالمرتزقة. وأشار التقرير إلى أن الإمارات اعتمدت في بناء اقتصادها ومدنها الحديثة على العمالة والخبرة الأجنبيتين بتمويل من البترودولار، موضحا بأن الأمر ينطبق تماما على الجيش.
ونقل عن ديفيد روبرت الأستاذ المساعد بكلية لندن والخبير في شؤون الخليج، قوله إن جميع الجيوش الخليجية تستخدم العديد من الأجانب، ولكن الإمارات الأكثر تعاطيا بهذا الصدد.
وقد ورد في الخبر أسماء عدد من الضباط الأجانب الذين يتولون مراتب رفيعة في الجيش الإماراتي مثل الجنرال الأمريكي المتقاعد ستيفن توماجان – الذي يعمل جنرالا بالجيش الإماراتي فرع الطائرات المروحية – والمرتزقة والمدربين، وكذلك الأسترالي مايك هندمارش الذي يقود قوات حرس الرئاسة في الإمارات.
تعويل الإمارات على الأجانب ليس بالجديد، ففي عام 2010 وظفت الإمارات شركة بلاك ووتر للمرتزقة، التي أسسها إريك برنس، لتشكيل جيش مرتزقة في الإمارات لمواجهة أي انتفاضة محتملة.
وكانت أنباء وتسريبات كثيرة تحدثت عن اعتماد الإمارات على المرتزقة في القتال من أستراليا وجنوب إفريقيا وكولومبيا والسلفادور وتشيلي وبنما.
ويبدو أن جيش المرتزقة لم يؤد وظيفته كما يجب لخدمة مصالح أسياد حكام الإمارات فعمدوا إلى إطالة مدة التجنيد الإجباري إلى سنة ونصف.
الطموحات الإماراتية تثير الاستغراب أحيانا، فبالإضافة إلى انخراطها بحرب اليمن والصراع الإنجلو أمريكي هناك، فهي تفرض الخدمة العسكرية على الإماراتيين لمدة عام ثم تزيدها إلى 16 شهرا الأحد الماضي، ثم إن تحركاتها في البحر الأحمر وبناء قاعدة في إريتريا شرق أفريقيا، والتخطيط لإقامة قاعدة في أرض الصومال الإقليم الذي يتمتع بحكم شبه ذاتي.. كل ذلك يثير تساؤلات لمصلحة من هذا؟
وللعلم وبحسب مركز دبي للإحصاء فإن عدد سكان الإمارات “الإماراتيين” عام 2017 هو 245 ألفا، في مقابل أكثر من 2,7 مليون “غير إماراتي”.
الملاحظ أن تعداد الجيش الإماراتي بحسب “غلوبال فير بور” هو 64 ألفا ويصل لسن الخدمة الإلزامية كل عام 52 ألفا… فكم نسبة “الإماراتيين” منهم؟
قلنا لا ضير في تمديد الخدمة الإلزامية حتى يتعلم شباب المسلمين الانضباط ويبتعدوا عن الميوعة والألهيات… ولكن كم نسبة المسلمين ولا أقول “الإماراتيين” في جيشكم؟
ثم هل هذا هو المقصود من القرار فعلا أم أن النظام بدأ يدرك الحقيقة التاريخية أن جيوش المرتزقة لا تحقق نصرا؟
ثم من جهة أخرى عن أي نصر يبحث حكام الإمارات ولمن النصر أصلا؟
وماذا عن دماء الأبرياء في اليمن التي سالت على أيدي إخوانهم ومرتزقة إخوانهم في الإمارات؟
وماذا عن التوسع في القارة الإفريقية وإنشاء القواعد البحرية؟… هل فيها شيء يخدم المسلمين أم هي خدمات للكافر المستعمر وصراع بالوكالة في المنطقة؟
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
حسام الدين مصطفى