Take a fresh look at your lifestyle.

مع الحديث الشريف – المستقبل لنا والسراب ليس بحقيقة

 

مع الحديث الشريف

المستقبل لنا والسراب ليس بحقيقة

 

 

 

نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ،  أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «بُعِثْتُ بِجَوَامِعِ الْكَلِمِ، وَنُصِرْتُ بِالرُّعْبِ، وَبَيْنَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُنِي أُتِيتُ بِمَفَاتِيحِ خَزَائِنِ الْأَرْضِ فَوُضِعَتْ فِي يَدِي» قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَقَدْ ذَهَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنْتُمْ تَلْغَثُونَهَا أَوْ تَرْغَثُونَهَا أَوْ كَلِمَةً تُشْبِهُهَا.(صحيح البخاري 6845)

إن خير الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدي هدي نبيه عليه الصلاة والسلام، محمد بن عبد الله، أما بعد:

 

إن هذا الحديث الشريف يخبر بأن الرسول الكريم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد جاء بجوامع الكلام، وهذا مما لا شك فيه، فهو الرسول المختار من الله تعالى لتبليغ رسالته إلى الناس كافة، واللغة التي اختارها الله لتكون لغة الخطاب هي اللغة العربية، وهي لغة شاملة وافية جامعة لكل المعاني والأوصاف، وكان عليه الصلاة والسلام صاحب بلاغة وقدرة مبهرة في استخدام اللغة واختزال المعاني في مفردات قليلة.

 

كما أكرم الله سبحانه وتعالى رسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وحاملي دينه بميزة لم تعطَ لقوم آخرين، وهو هيبة الجانب، بحيث تدب الرعب في قلوب الأعداء من بعد مسيرة شهر، وهذا من فضل الله أن من على المسلمين بهذه القوة المعنوية، لتكون سبب مجد وعز.

 

وقد اختار الله سبحانه وتعالى محمدًا صلى الله عليه وسلم بأن يملك من خزائن الأرض، لتصبح بين يدي أتباعه وأمته من بعده، وهذا بشارة للمسلمين، بأنهم سيملكون الأرض وما فيها من كنوز، عندما يحكمونها بشرع الله عاجلًا أو آجلًا، وهذه بشرى حقيقية ستتحقق على أيدٍ طاهرة متوضئة مخلصة لله تعالى.

 

إن الكافر يخشى المسلمين وهم ليس لهم دولة ولا كيان، فكيف إذا كان لهم سلطان ودرع يقاتلون من ورائه ويتقون به أعداءهم.

 

الله نسأل أن يرزقنا الخير، ويعيد لنا سلطاننا بأيدينا، ويعننا على إزالة الغشاوة عن أعين الناس، وأن يرينا الحق ويرزقنا اتباعه، اللهم آمين.

 

أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

 

 

كتبه للإذاعة: د. ماهر صالح