أبعاد منطق الحرب الأمريكية ضدنا!
(مترجم)
الخبر:
في حادث دموي، يوم الجمعة الماضي، وقع في مسجد شيعي بمدينة غارديز، مقاطعة باكتيا في أفغانستان، فتح مسلّحان النار لأول مرة على المصلين وقاموا في وقت لاحق بتفجير صواريخهم المتفجرة بين الحشود الذين كانوا يفرون من المسجد. ونتيجة لذلك، قُتل 34 شخصاً وجُرح حوالي 94 آخرون. صرح مكتب الرئيس في بيان صحفي بأن: “الهجمات الإرهابية ضد الأقليات الدينية لا يمكن أن تخلق صراعا طائفيا”. وأضاف أن “الوحدة والتسامح الديني الأفغاني لا يضاهيان في العالم الإسلامي، واللذان سيستمران.”
التعليق:
لم يقم الشعب الأفغاني بأي هجمات دينية ضد بعضه البعض في الماضي – قبل الوجود الأمريكي وحلف شمال الأطلسي في أفغانستان. ومع ذلك، في حقبة الاتفاقيات الاستراتيجية والأمنية الثنائية التي تم توقيعها بين أمريكا وحكومات أفغانستان، أصبح الشيعة والسيخ والهندوس الآن فريسة للعديد من الاعتداءات الوحشية بسبب ضمان أمريكا قاعدة عسكرية طويلة الأجل في أفغانستان. وبالتالي، يلقى اللوم في مثل هذه الهجمات دائما على مقاتلي تنظيم الدولة – دون أي أدلة قوية – من وسائل الإعلام والمسؤولين الأفغان، وكذلك، فإن تأثيراتها السياسية تستخدم بشكل غير مباشر من قبل الحكومة الأفغانية، حتى القصر. من الصحيح تماماً أن “الوحدة والتسامح الديني الأفغاني لا مثيل لهما عبر العالم الإسلامي” – كما قال أشرف غاني، بينما هو أكبر كذاب وخائن لأفغانستان.
بعد احتلالهم لأفغانستان، قام الأمريكيون إما باغتيال الكثير من القادة القبليين والسياسيين والقيادات الجهادية الأفغانية أو بإذلالهم وإخضاعهم. لقد قاموا، من خلال قواتهم، بتنفيذ المزيد من الفظائع في البلاد. بالإضافة إلى ذلك، قاموا بتدريب نوع من القوات الخاصة الأفغانية، التي هي أكثر فظاعة وإجراماً في الحرب منها. وعلاوة على ذلك، فقد استخدموا بعض الإسلاميين غير السياسيين من أجل المزيد من سحق الإسلام والمسلمين، تحت ستار مكافحة (الإرهاب)، وأحدها هو تنظيم الدولة – البصمة التي يمكن أن نراها بوضوح في هذا الحادث الأخير وأنواعه.
يستفيد الأمريكيون من تنظيم الدولة على مستويات مختلفة في أفغانستان. على المستوى الإقليمي، يستخدمون التنظيم – تحت ذريعة السعي للانتقام من الجرائم التي ارتكبتها القوات الطائفية المدعومة من روسيا وإيران في سوريا من أجل الضغط على إيران وروسيا. وعلى المستوى المحلي، يستخدمونه من أجل استهداف الفئات الدينية الصغيرة من مثل الشيعة والسيخ والهندوسية في أفغانستان. هذا في حد ذاته سوف يخلق موجة جديدة من الصراع الديني بين أهل أفغانستان. بالإضافة إلى ذلك، يحاول تنظيم الدولة أيضًا محاربة طالبان – متهما إياها بالطابع الصوفي والطبيعي. سيكون هذا صراعا جديدا من شأنه القضاء على الوحدة الدينية والتسامح في أفغانستان.
كل جانب من جوانب هذه اللعبة الأمريكية القذرة مفهومة جيدا على المستوى الإقليمي والمحلي. لذلك، اتهم الروس مرارا بعض المسؤولين الأفغان بنقل مقاتلي تنظيم الدولة إلى شمال أفغانستان، مستخدمين مروحيات عسكرية أفغانية. بالإضافة إلى ذلك، حذر الإيرانيون مرارا من العديد من هجمات تنظيم الدولة الإرهابية المحتملة ضد الأقليات الشيعية في أفغانستان. علاوة على ذلك، يميل الرأي العام أيضاً إلى الاعتقاد بأن التنظيم أداة أمريكية في مشروع الحرب، والتي يتم تشكيلها من خلال الشباب المسلم العاطل عن العمل والساذج والعاطفي، وقطاع الأمن الأفغاني والمرتزقة الأمريكيين.
في هذه الأثناء، بعد أن استيقظت الدببة القطبية من سباتها السياسي وأدركت الخطة الأمريكية لزعزعة استقرار بلدان آسيا الوسطى، فإنها بالتالي، أضافت المزيد من القوات في طاجيكستان وبدأت أيضا تمارينها العسكرية. بعد ذلك تم استهداف بعض السياح الغربيين من التنظيم في طاجيكستان، مما أدى إلى مقتل أربعة منهم على الأقل. يرجع ذلك إلى حقيقة أن الروس ليس لديهم الشجاعة والقدرة على مواجهة أمريكا أو مرتزقتها على الحدود الأفغانية؛ ولذلك، فإن جميع أنشطتها السياسية والدعائية والعسكرية تركز على دفاعاتها فقط. ولهذا السبب، حمل المسؤولون الطاجيك – وهي حكومة عميلة لروسيا – تنظيم الدولة مسؤولية الهجوم على الحركة الإسلامية في طاجيكستان. وهكذا، وبعد بضعة أيام، اقتحمت قوات طالبان معقل التنظيم الوحيد في منطقة درزاب – محافظة جوزجان – شمال أفغانستان، وأزالت من المنطقة أي وجود له. لكن مرة أخرى، لم تقصف القوات الأفغانية طالبان بقوة فحسب، بل أنقذت مقاتلي التنظيم أيضًا بمروحياتها العسكرية تحت اسم أسرهم. كل هذه النقاط تكشف حقيقة أن الحرب الأفغانية تخاض نيابة عن قوى أخرى، ومع ذلك فإنها تظهر زاوية قذرة أخرى للحرب بالوكالة في البلاد.
لكن ما يجب أن يعرفه مسلمو أفغانستان ومسلمو العالم كله هو حقيقة أن الأمريكيين – باستخدام الأنظمة العميلة والخائنة في البلاد الإسلامية – أطلقوا برامج مختلفة في زوايا مختلفة من العالم الإسلامي ضمن نطاقات مختلفة. هذه كلها تهدف إلى إبقائنا مشغولين في قتال بعضنا بعضاً بينما يستخدمون مواقعنا الجيوستراتيجية والموارد الطبيعية لمصلحتهم الخاصة ودون مواجهة أي تحديات. لقد عين الأمريكيون دائما الخونة من جلدنا ودمنا واستعملوهم لتنفيذ هذه البرامج الشريرة. إنهم يتجاهلون قيمة حياة أطفالنا ونسائنا ورجالنا لأنهم يعتبرون أنفسهم متقدمين ويعتبروننا متخلفين وعبئاً عليهم. لذلك طوروا منطقًا محارباً، بناءً على ما هو مطلوب منهم للتأكد من أن شعوب “العالم الثالث” لا يزالون متخلفين ويتم القضاء عليهم بأبشع الطرق. مثل هذا المنطق يُرى بشكل واضح في العديد من كتاباتهم الفكرية والسياسية التي يتم تنفيذها في العالم الإسلامي.
قبل الأمريكيين، شهدت البشرية كذلك أنظمة من صنع الإنسان، استخدمت هذا المنطق المحارب ضد العديد من الدول. أحد هؤلاء الطغاة كان فرعون ونظامه، الذي أبقى أمته في الجهل والظلام والإذلال من أجل عدم السماح لهم بالكشف عن حقيقة وجود الله وسلطته وكانت فتنة بني إسرائيل. ومع ذلك، أغرقهم الله في البحر الأحمر. والآن هذه أمريكا الفرعونية، وقواتها المناهضة للمسيح، والمرتزقة، ووكالات المخابرات، وأنظمة حكمها العميلة في بلاد المسلمين، تحاول أن تجعلنا جاهلين وأذلاء في كل شيء، من أجل جعلنا نتبعهم في كل خطوات حياتنا. هذا هو نفس اختبار الله علينا كما كان على بني إسرائيل.
لذلك، أفيقي يا أمة يا محمد! تعلَّمي من انتفاضة موسى ضد فرعون، ولا تقومي بنفس التردد الذي كان يفعله بنو إسرائيل. استمدّوا من طريقة النبوة، حتى تقام الخلافة الراشدة، وتهزم قوات الاحتلال الكافرة. وستكون لها اليد العليا في الساحات السياسية والعسكرية، تتبعهم من بيت لآخر لتحرر دولهم وتجلبهم من الاستعمار إلى دين الإسلام المبارك. ﴿فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ﴾
انهضوا! ولا تفقدوا هذه الفرصة! وإلا، سوف نعتبر نحن أيضا أمة فاسدة.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
سيف الله مستنير
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية أفغانستان