تشكيل الحكومة في لبنان بيد أمريكا
الخبر:
الرئيس الحريري في دردشة مع الإعلاميين: هناك دفع دولي من أجل تشكيل الحكومة والمباشرة بتنفيذ البرنامج الإنقاذي لسيدر. (موقع المستقبل)
التعليق:
تم عقد مؤتمر سيدر (باريس4) قبل شهر واحد من الانتخابات النيابية والتي كانت نتيجتها إعادة انتخاب كافة أقطاب النظام اللبناني قبل الذي كان قبل الانتخابات. وتمخض عن ذلك المؤتمر دعم مالي للبنان بحوالي 11 مليار دولار على شكل قروض. وهذا المؤتمر يُعتبر دعماً دولياً للطبقة السياسية الفاسدة وإعلاناً بأن هذه هي الطبقة السياسية المرضي عنها دولياً.
إلا أنه ومع دخول البلد في مرحلة تشكيل الحكومة بدأت العرقلة من الأطراف المناوئة للتوجه الأمريكي في لبنان. ومع بداية العرقلة بدأت الأصوات ترتفع بخصوص الوضع الاقتصادي المهترئ والتحذير من اهتزاز وضع الليرة اللبنانية. مع أن الوضع الاقتصادي في لبنان في حالة تراجع منذ سنة2011 . وصرح مسؤول في صندوق النقد الدولي أن الصندوق يريد من لبنان أن يشكل حكومة جديدة. (قال جهاد أزعور مدير إدارة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في صندوق النقد الدولي إن الصندوق يأمل بأن يسارع لبنان إلى تشكيل حكومة جديدة في أعقاب الانتخابات التي أُجريت قبل شهرين. موقع رويترز 12 تموز2018 ). ثم لحق ذلك تصريح من نائب رئيس مجموعة البنك الدولي لشؤون منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فريد بلحاج الذي أيضا صرح بالإسراع في تشكيل الحكومة. (ولهذا الغرض، فإن بلحاج حضّ، خلال جولته أمس، المسؤولين على وجوب الإسراع في إقرار المبالغ العالقة عبر “الإسراع في تشكيل الحكومة لتأخذ قرارات طارئة وهامة على طريق تطبيق الإصلاحات”. الوكالة الوطنية للإعلام 31 تموز2018 ). وذكرت صحيفة الجمهورية: أنّ السفراء الغربيين وفي طليعتهم سفراء أمريكا وفرنسا وبعض الدول الأوروبية، طالبوا بوجوب ولادة الحكومة نظرا للوضع الاقتصادي الخطير الذي يهدد لبنان ولفتح الأبواب أمام مقررات مؤتمر “سيدر” وغيره (صحيفة الجمهورية 9 آب2018 )
إن مؤتمر سيدر أصبح آلية ضغط على من يناوئ السياسة الأمريكية وهو ليس لدعم لبنان مالياً كما يسوق له بل هو مشروع لاستعماره كاملاً وإبقائه تحت قبضة الدول الاستعمارية وخصوصاً أمريكا وفرنسا. فأصبح الدعم المالي مرتبطاً ومشروطاً بالمطالب الدولية. وما تصريحات كل من صندوق النقد والبنك الدوليين إلا دليل على ذلك، وما كانت لتحصل تلك التصريحات من دون تحريك أمريكا لها. فهي مؤسسات تابعة لها ولطالما استخدمتها لأهدافها الاستعمارية.
وسيبقى أهل لبنان يرزحون تحت نير المستعمر ويدفعون ضريبة إنشاء كيانهم الهزيل وفساد القيمين عليه إلى أن يعود لبنان للحضن الذي تم سلخه عَنْه. حضن دولة الإسلام، الخلافة على منهاج النبوة القائمة قريبا بإذن الله. فتعود قيادة البلد لأهله بعيدا عن قبضة المستعمر وأدواته ومؤتمراته…
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد اللطيف داعوق
نائب رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية لبنان