Take a fresh look at your lifestyle.

أحداث السلط والفحيص

 

أحداث السلط والفحيص

 

 

 

الخبر:

 

عمان – “القدس العربي”: تطورت عملية تفجير سيارة أمنية أردنية عصر الجمعة إلى مواجهات مفتوحة بين الأمن الأردني وسلسلة من خلايا وصفت بـ(الإرهاب) في مدينة السلط بمحاذاة غربي العاصمة عمان.

 

وتم الإعلان رسميا عن وقوع أربعة قتلى ونحو 21 مصابا بينهم رجال أمن ومدنيون وفقا لغنيمات التي تحدثت فجر الأحد عن دخول العمليات الأمنية في مدينة السلط لـ”مرحلة ثانية” دقيقة وحساسة واحترافية وتوقعت الاستماع إلى أصوات انفجار بسبب التمشيط الأمني.

 

وبين القتلى ضابط برتبة رائد من قوات مكافحة الإرهاب، وعدد رجال الأمن القتلى وصل لأربعة بعد مقتل دركي في انفجار الفحيص مساء الجمعة.

 

والتحقيقات الأمنية وبعدها المداهمات تطال خلايا معروفة بانتمائها لتيار “تكفيري” دون توفر معلومات موثوقة عن وجود صلة بينها وبين أي تنظيمات إرهابية معروفة مثل داعش أو غيرها.

 

وتشك السلطات بأن خلية “ذئاب منفردة” قررت تنفيذ عملية الفحيص قبل التطور في المداهمات.

 

التعليق:

 

باستقراء الأحداث التي توصف بأنها (إرهابية) وتنسب للتيار الجهادي التكفيري يجد المتتبع لها أنها تعود إلى استغلال الدول وأجهزتها الأمنية للناحية الروحية الموجودة عند المسلمين خاصة حب الجهاد والاستشهاد، والتي تم استغلال الوهابية على إثرها للقيام بعمليات استشهادية ضد أهل الفسق والفجور، بعد تكفيرهم لاستباحة دمائهم وأموالهم، وتم إقناعهم أن الأجهزة الأمنية كافرة لأنها تقوم بحماية الأنظمة الطاغوتية الكافرة، وهذا ما يفسر سرعتهم في إطلاق النار على رجال الأمن والدرك وغيرهم، أما قتلهم للمدنيين فقد تم إقناعهم بجواز التحصن بهم وقتلهم إذا دعت الحاجة لذلك.

 

إن هذه الأفكار الوهابية التي عملت الدول الغربية الكافرة على تكليف السعودية بنشرها لدى المتدينين للاستفادة منهم في تهديد الدول التي تخرج عن خط السير المرسوم لها، فكانوا مجاهدين تحت الطلب، يستجيبون لمن يجندونهم لتحقيق غايات سياسية، وغالبا ما تقودهم المخابرات بشكل مباشر أو غير مباشر.

 

وقد سبق للمخابرات الأردنية أن استخدمتهم في سوريا والعراق ومن قبل في أفغانستان، وما جرى في صويلح ليس ببعيد، فقد كان أئمة المساجد ينشطون بتجنيد من يريد الذهاب إلى سوريا، وكانت هناك مساجد مخصصة لجبهة لنصرة وأخرى لتنظيم الدولة، وكان ذلك يجري تحت سمع وبصر المخابرات الأردنية. وجاء الدور على الأردن لتركيعها لتقبل بصفقة القرن، وما تفجير باص الدرك في الفحيص الذي يقوم بمهام الحراسة لمهرجان الفحيص إلا طُعمٌ قُدّم لخلية “الذئاب المنفردة” لتقوم بإثارة الفوضى على غرار عملية الكرك التي نفذت قبل عامين.

إنه من الظلم أن أبناء العشائر بيد بعضهم البعض سواء أكانوا من المسلحين أم من الدرك والأمن العام أم من الرعايا العاديين.

 

ومن الظلم أن تبقى فئة فاسدة تحكم البلاد والعباد بالحديد والنار، وتنهب أموالهم وتلقي برجالهم في الزنازين المنفردة والسجون.

 

ومن الظلم أن يتحكم في البلاد والعباد تجار المخدرات الذين إذا تم تفكيك مافياتهم أثاروا الفوضى بتحريك البعض للقتل والتدمير.

 

يجب أن ندرك تماما أن الذي جعل من أبناء الأمة الواحدة أعداء لبعضهم يسعى كل طرف لقتل الآخر هو تطبيق النظم الرأسمالية والعلمانية الكافرة وإبعاد شريعة الإسلام عن الحياة.

 

هذا المسلم الذي يوجه سلاحه للأمن لأنهم يدافعون عن نظام طاغوتي لا يحكم بشريعة الإسلام مظلوم لأنه تم تعليمه الإسلام الوهابي التكفيري.

 

وهذا المسلم الموظف في صفوف الأمن والدرك والذي تدفعه قيادته للدفاع عن أهل الفسق والفجور في مهرجان الفحيص وجرش وغيرها، كما تدفعه قيادته للدفاع عن السفارات الأجنبية التي تحارب دولها المسلمين في العراق والشام واليمن وليبيا وغيرها، وتدفعه قيادته لاعتقال شرفاء الأمة والزج بهم في المعتقلات والسجون لأنهم حاسبوا الدولة التي تقنن للفساد، مثل هؤلاء الموظفين في الأجهزة الأمنية مظلومون لأنهم لم يجدوا فرصة عمل حلال بعيدا عن هذه الأجهزة، وظالمون لأنهم يحمون بأرواحهم أنظمة طاغوتية تقودهم إلى جهنم إذا ماتوا وهم على ذلك والعياذ بالله.

 

كيف الخروج من هذا المأزق؟

 

لا بد أن يكف رجال الأمن والجيش عن حماية النظام الطاغوتي الذي أبعد شريعة الله عن الحياة وطبق بدلا منها قوانين بشرية قاصرة ظالمة أحالت حياة الناس إلى ضنك وشدة ومعاناة وفقر ومرض… الخ

 

حزب التحرير يناديكم لنصرته فهو الوحيد الذي يملك مشروعا إسلاميا يقود الدولة العصرية إلى بر الأمان ويضع الروح الجهادية عند شباب الأمة في مكانها الصحيح لتوجه بنادقها نحو كيان يهود ومن خلفه من دول الكفر والطغيان.

 

بهذا يحدث الوئام بين أبناء المسلمين في الأردن فلا يقتل أحدهم الآخر، ويكون الجميع على بينة ووضوح من أمرهم، فيكون القتال قتالاً في سبيل الله حقا ويكون القتل شهادة في سبيل الله لا في سبيل ما دون ذلك من خزعبلات ما أنزل الله بها من سلطان.

 

رحم الله القتلى وعجل بشفاء الجرحى، آمين…

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

أميمة حمدان – ولاية الأردن

2018_08_14_TLK_2_OK.pdf