Take a fresh look at your lifestyle.

التعديلات الوزارية وشجرة البامبو

 

التعديلات الوزارية وشجرة البامبو

 

 

الخبر:

 

ذكرت وكالة السودان للأنباء (سونا) يوم الاثنين 2018/09/10م أن الخرطوم قد أعلنت تعيين سبعة وزراء جدد، في إطار تعديل وزاري، شمل وزيري الخارجية والنفط، وكذلك ثمانية ولاة جدد للولايات، كما شمل التعديل مؤسسة الرئاسة، وتعيين رئيس وزراء جديد…

 

التعليق:

 

إن العلاقة بين التعديلات الوزارية الجديدة وشجرة البامبو، ليست علاقة تشابه، كما يتبادر إلى الذهن، بل على العكس من ذلك، فهي علاقة تناقض في المنهج؛ فإن شجرة البامبو هذه قد أعطاها الله سبحانه وتعالى ميزة تمكنها من النمو السريع، ولكن بعد أن يقوى جذرها ويضرب في التربة عميقاً، فهي من الأشجار المعروفة في الصين، وهي شجرة عجيبة تحمل قصة نموها ما يدعو للتأمل والتفكير، فمن طبيعة أشجار البامبو أنها وبعد بذر البذور في التربة تظل لمدة أربع سنوات، لا ينبت منها إلا برعم صغير يترنح فوق سطح الأرض على استحياء، وخلال كل هذه السنوات تعمل على توطيد جذورها، وتثبيت أساسها، حتى تنمو على أرضية ثابتة، ومتينة، وما إن يبدأ العام الخامس، حتى تبدأ شجرة البامبو فجأة في النمو السريع، فوق سطح الأرض، حتى إن طولها يصل في العام الخامس وحده ما يزيد عن سبعة أمتار!

 

هذا بخلاف ما تقوم عليه حكوماتنا في العالم الإسلامي، فهي قائمة على أسس واهية، فمثلها مثل شجرة خبيثة اجتثت من فوق سطح الأرض ما لها من قرار، فلا تثمر إلا نكداً ومعاناة، فهذه الحكومات لم تقم على أساس فكري ثابت، وحينما تعجز عن وعودها بالنهوض وتوفير الحياة الكريمة، كما تعودت أن تَعِدَ الناس، تلجأ إلى تلك التعديلات الوزارية التي لا تعدو أن تكون حبات مسكنات فاقدة لمفعولها…

 

إن رسولنا الكريم r، قد نهض بالعرب من أسفل درك الإنسانية إلى أعلى مراتب الإنسانية، وذلك بعد أن أسس دولته على أساس متين، قوامه (لا إله إلا الله)، فأقام دولة وصلت خلال ثلاثين عاماً إلى أذربيجان، بعد أن أسقطت أعظم دولتين في ذلك الزمان، واجتاحت إفريقيا حتى بلغت أقصى المغرب العربي، إلى أن وصلتنا نحن في السودان…

 

إن الثلاثين سنة الماضية لم تسمن ولم تغن من جوع، وإن هذه التعديلات نفسها لا تسمن ولا تغني من جوع، بل إن تغيير طاقم الحكومة برمته لن يقدم شيئاً، إلا إذا قامت على أساس ثابت متين، تماماً كما هو حال شجرة البامبو، والله سبحانه وتعالى من كرمه وجوده ورحمته، قد منّ علينا كما منّ على شجرة البامبو، بأساس قوي متين، منّ علينا بالعقيدة الإسلامية، فشجرة البامبو جُبلت عليها فنهضت على أرضية متينة، ونحن البشر خُيّرنا، فاخترنا غيره فتنكب الحكام عن الطريق، فهل إلى مرد من سبيل؟ نعم إنها الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة…

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

المهندس/ حسب الله النور – الخرطوم

2018_09_16_TLK_1_OK.pdf