بنك إنجلترا يحذر من كارثة مستقبلية لبريطانيا
(مترجم)
الخبر:
غمة من العذاب والكآبة تغشى المملكة البريطانية مع هذه القصة في 14 أيلول/سبتمبر من صحيفة الجارديان: قال كارني “لا يوجد اتفاق لخروج بريطانيا، يمكن أن يكون سيئا مثل الانهيار المالي عام 2008”. كارني هو محافظ بنك إنجلترا وقد تنبأ لمجلس الوزراء أن المملكة البريطانية ستخرج من الاتحاد الأوروبي في آذار/مارس 2019، وأن البطالة سوف تصل إلى أرقام مضاعفة وأسعار المساكن ستنخفض ما بين 25-35%.
التعليق:
مقارنة بالانهيار المالي لعام 2008 أمر محبط. وتصادف هذا الأسبوع الذكرى السنوية العاشرة لانهيار بنك الإخوة ليمان في 15 أيلول/سبتمبر 2008، والذي دمر الاقتصاد العالمي والذي لا تزال آثاره السلبية قائمة.
آذار/مارس 2019، هو التاريخ الذي ستتحطم فيه المملكة البريطانية ويلقى بها خارج الاتحاد الأوروبي، وإذا حدث ما يسمى “بريكست”، فإنه سيصادف ذكرى أخرى من ذاكرة المملكة البريطانية والعالم. لقد انقضت 100 سنة على مؤتمر باريس للسلام، الذي ضخم الامبراطورية البريطانية إلى مداها الجغرافي أكبر من أي وقت مضى بعد أخذ الغنائم من الأراضي الألمانية. عند هذه النقطة “الشمس لم تغب عن الإمبراطورية البريطانية”، ولكنها غابت. وفي آذار/مارس 1919، اندلعت ثورة ضد الحكم البريطاني في مصر وتم إخمادها بقسوة وقتل أكثر من 800 من أهل مصر. وكافحت بريطانيا للمحافظة علي أراضيها، وفي محاولتها للقيام بذلك، زادت الوصمة الدموية التي كانت على يديها بينما كانت تتخلى عن الأراضي واحدة تلو الأخرى.
الآن الامبراطورية البريطانية هي ذكرى من الماضي، ولكن الندوب لا تزال عميقة بالنسبة للمسلمين. إن جزءا من إرث العقلية الاستعمارية ومؤتمر باريس للسلام هو إعلان وعد بلفور الشائن، وسايكس بيكو وما تلاه من تقطيع أوصال الخلافة العثمانية. وقد اعتبرت بريطانيا نفسها السلطة الشرعية لتحديد كيفية حكم المسلمين، ولتقسيم دولتنا الواحدة إلى خليط من الدول التابعة، ولكن الآن بعد مرور قرن، من السخرية أن نشاهد كيف وضعت بريطانيا سكينا في حلق الاتحاد الأوروبي تهدد إلى إبعاد نفسها عن الاتحاد الأوروبي الذي منحها تلك القوة والوزن!
ولم يمر هذا الأمر بدون صدمة، فقد كانت وسائل الإعلام على مدى الأيام الماضية مليئة بقصص الويل لنتائج قرار مغادرة الاتحاد الأوروبي، والتي يبدو أن من المقرر أن تكون على شروط غير مواتية، أو حتى أي شروط على الإطلاق مع انهيار المملكة البريطانية مع عدم وجود إطار قانوني لتوجيه العلاقات مع القانون الخاص للأعضاء المتبقين. وكان هناك جزعٌ إزاء إمكانية إجبارهم على تجديد جوازات سفرهم، والتفريق بين عائلاتهم، وإعاقة الأعمال التجارية والتجارة، والآن يتنبأ بنك إنجلترا بوقوع أزمة مالية تاريخية.
وهذه المخاوف قائمة على أسس سليمة، ومن الجدير بالتفكير أن ما تنبأ به قد حدث بالفعل للمسلمين، بعد مؤتمر باريس للسلام الذي عقد في عام 1919، والذي انطلقت فيه المعاهدات والمؤامرات الرامية إلى تفكيك الخلافة العثمانية. وأصبح المسلمون أجانب خلف عشرات من الحدود الزائفة والخلافية التي رسمها دبلوماسيون بريطانيون وفرنسيون، إن موضوع السفر الآن في الشرق الأوسط هو قضية مؤلمة، التجارة يخنقها خليط من الأنظمة والضرائب المختلفة وتفكك الأسر، والفرق هو أن بريطانيا اختارت هذا الطريق من تلقاء نفسها.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. عبد الله روبين