الدعوة لإعادة بناء منظمة التحرير دعوة إلى مواصلة مسلسل التقزيم والتفريط
الخبر:
قال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس السابق خالد مشعل، اليوم الثلاثاء، إنه لا بد من إعادة بناء منظمة التحرير وإعادة تعريف دور السلطة الفلسطينية. وأضاف مشعل، في كلمة له خلال المؤتمر العلمي الأول للحركة، أنه يجب أن تفتح منظمة التحرير أبوابها أمام الكل الفلسطيني وألا تبقى لجهة معينة فقط، لافتاً إلى أنه من المطلوب إدارة استراتيجية دقيقة وفاعلة لأربعة ملفات (القدس، العودة، الاستيطان، تحرير الأسرى). وكالة سما الإخبارية
التعليق:
إنّ منظمة التحرير الفلسطينية هي منظمة أنشأها الغرب المستعمر وزينها عملاؤه حكام المسلمين من أجل تحقيق مآرب الاستعمار في الأرض المباركة فلسطين، وهي تتلخص في حصر قضية فلسطين لتكون قضية منظمة فصائلية عاجزة تأخذ صفة الشرعية في الصراع وتتخذ قرارات التفريط والتنازل ليهود. حيث أدرك الغرب أنّ بقاء فلسطين قضية أمة إسلامية أو حتى شعوب عربية سيجعل منها عقدة لا يقوى المنشار على قطعها، لذلك ارتأى أن ينشئ منظمة لتأخذ صفة الشرعية والتمثيل فتُحصر بها قضية فلسطين، وعندئذ سيكون من السهل عقد الاتفاقيات والتنازلات بحجة الضرورة أو معادلة القوة أو إحلال السلام لشعب مضطهد مستضعف تمثله منظمة هزيلة لا حول لها ولا قوة.
فهي مؤامرة لسلخ الأرض المباركة فلسطين عن عمقها الإسلامي العظيم، عمق يمتد إلى ما يقارب الملياري مسلم بجيوشهم الجرارة، لتُلقى بعد ذلك في حضن منظمة فصائلية رئيسها لا يملك قرار نفسه أو حركته حتى داخل ما أسماه بدولة، حيث يحتاج إلى تنسيق أمني وإذن من الاحتلال لكي يخرج من (دولته) أو حتى ليتحرك داخلها من مدينة إلى أخرى!!
فمنظمة هذا واقعها، لا يصح الحديث عن محاولة بنائها من جديد أو إحيائها، لأنها منظمة أسست من أول يوم للخيانة، وتاريخها وحاضرها شاهد ومشهود.
ولقد علمنا رسول الله r، كيف يكون التعامل مع هكذا هيئات أسست من أول يوم للإضرار والفساد وما حرم الله، حيث أمر رسول الله بحرق مسجد الضرار وهدمه لصفته تلك رغم أنه مسجد وزعم المنافقون أنهم أرادوا به الحسنى، فقال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِّمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا الْحُسْنَىٰ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ * لَا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَىٰ مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ * أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىٰ تَقْوَىٰ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىٰ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ * لَا يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَّا أَن تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾.
فيجب أن تكون دعوة الصادقين دعوة إلى هدم منظمة التحرير على رؤوس أصحابها وجعلها أثرا بعد عين، والوقوف في وجه كل مشاريعها التفريطية التنازلية الإجرامية، لا الدخول فيها أو محاولة إحيائها أو بث الروح فيها…!!
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المهندس باهر صالح
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في الأرض المباركة فلسطين