قرون الخيانة لا تزال تُطلّ برأسها
ولا يوقفها عن طغيانها إلا دولةٌ وإمامٌ يعيد سيرة الأولين
الخبر:
أردوغان: “تعاوننا مع روسيا على الصعيد الإقليمي من شأنه أن يبعث الأمل في المنطقة”. (2018/9/17)
التعليق:
إذا ذُكرَ أبو رغال ذُكرَ أبرهةُ والفيل ومحاولة هدم الكعبة، وإذا ذُكرَ أردوغان ذُكرت الحربُ الضروس على الشام وتداعي دول الكفر وأذنابهم لقتل وتهجير المسلمين والحرب على الإسلام.
قال جرير: إِذَا مَاتَ الْفِرَزْدَقُ فَارْجُمُوهُ // كَمَا تَرْمُونَ قَبْرَ أَبِي رُغَالِ
تشابهت خياناتهم، لكن جرائم اليوم بحق عباد الله كادت ألا يكون لها مثيل في التاريخ، فقد ظهرت اليوم “قرون الخيانات” وباتت الجرائم تُرتكب على أيديهم جهاراً نهاراً دون رادعٍ من دينٍ يزعمونه ولا من أخلاق.
وليس المقامُ هنا مقام بيانٍ لما يفعله النظام التركي ورئيسه أردوغان، إذ إنّ أفعالهم باتت لا تخفى إلا على من طمس الله على قلوبهم وعقولهم فما عادوا يستطيعون التمييز بين العدو والصديق وبين المجرم والمجنيّ عليه!!
فمتى ينجو الذين يدافعون عنه بدينهم؟ وهل يتبرؤون من جرائمه قبل أن يتبرأ هو منهم وقبل أن يكونوا من أهل الخصام والتخاصم في جهنّم؟
إنّ ما يصفه أردوغان بأنه “الأمل في المنطقة” هو عينه محاربة كلّ شيء له علاقة بدين الله، وهو ذاته إمضاءُ خطة أعداء الله بالحفاظ على نظام طاغية دمشق والحفاظ على مصالح الكافرين في بلاد المسلمين.
روسيا التي فعلت الأفاعيل ولا تزال، أيّ أملٍ يُرجى من التعاون معها؟!
إنّ الرئيس التركي يُقرّ في هذا التصريح – كما أقرّ من قبل في مواطن عديدة – بتعاونه مع الروس والإيرانيين الذين لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمّة فيسفكون الدماء وينتهكون الأعراض خدمة للسيّد الأمريكي الذي يخضع له أيضاً النظام التركي.
فمتى يتحرّك الناسُ في تركيا ضد إجرام نظامهم؟ ومتى يفيق الذين يدافعون عن مجرمين لا يستُر إجرامَهم ساترٌ؟! النظام التركي يُسخّر طاقات وإمكانيات وثروات المسلمين لقتل المسلمين، فهل من عاقل يخشى الله يرضى بالسكوت بعد اليوم على ذلك؟
إنّ كلّ من صمت أو أعان بشق كلمة فقد حمَل مع هؤلاء أوزارهم، ولا يستحق من عباد الله إلا أن يُدخَلَ في دائرة أعداء الله وأعداء عباد الله، فلا كرامة بعد اليوم لمن يدافع عن هكذا نظام أو يعينه أو يسكت عن جرائمه.
دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة قائمة قريبا بعون الله ﴿وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ﴾.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ﴾
﴿وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ﴾
﴿وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾ صدق الله العظيم.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
رولا إبراهيم – بلاد الشام