مع الحديث الشريف
إصلاح ذات البين
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: “أَلَا أُخْبِرُكُمْ، بِأَفْضَلَ مِنْ دَرَجَةِ الصِّيَامِ، وَالْقِيَامِ“؟، قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: “إِصْلَاحُ ذَاتِ الْبَيْنِ، وَفَسَادُ ذَاتِ الْبَيْنِ هِيَ الْحَالِقَةُ“. (صحيح ابن حبان 5183)
إن خير الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدي هدي نبيه عليه الصلاة والسلام، محمد بن عبد الله، أما بعد:
يرشدنا هذا الحديث الشريف إلى مقصد مهم من مقاصد الشريعة الإسلامية، وإلى أساس قد غفل الناس عنه وغاب عنهم حتى غالطوا فيه أيما مغالطة، فقد اعتاد الناس أن يضعوا العبادات كالصيام والقيام في أعلى درجات التقرب إلى الله، وتغافلوا عن أمور لا تقل هذه العبادات عند رب العالمين فترتفع بهم إلى الدرجات العلى كمثل إصلاح ذات البين.
لقد نبهنا هذا الحديث الشريف إلى إصلاح ذات البين، الذي به يستقر المجتمع فيسوده الهدوء والأمان والاطمئنان، فتغلق أبواب الشيطان، فلا يجد إلى الفساد سبيلا، وقد بين لنا رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام كيف أن فساد ذات البين وسلب الأمان منهم وجعل الخوف سائدا في حياتهم لهو من شر الأمور التي توصل إلى نار جهنم وتحلق أعمال المسلم فلا يفيده صيامه وقيامه الذي كان يقوم به، فالفساد بين الناس من الأعمال التي تفسد على الناس معاشهم وقد تصل بهم إلى سفك الدماء،
فالله نسأل أن نكون من الصالحين المصلحين البعيدين عن الفاسدين المفسدين في الأرض، اللهم آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: د. ماهر صالح