حظر الخمار في الأكاديمية الإسلامية في طشقند!
تم طرد أربع طالبات رفضن خلع الخمار من الأكاديمية الإسلامية الدولية في طشقند. وبقيت 60 طالبة أخرى معرضات لذلك حيث لم يعدن للدروس بعد تخييرهنّ بين خلع الخمار أو الطرد من الأكاديمية. وتحت ضغط إدارة الأكاديمية، أصبحت 60 طالبة من 124 طالبة يرتدين شعرا مستعارا (باروكة) وقلنسوة ولم يُسمح لهنّ حتى بلف”منديل” على أعناقهنّ…
في الصورة التي حصل عليها راديو بي بي سي تظهر فتاة وهي تبكي بمرارة بعد تعرضها للضغط لخلع خمارها، أما اللواتي رفضن خلعه فقد أجبرن على الانتظار في الإدارة بأمتعتهن طوال اليوم.
كذلك طُلب من المعلمات اللاتي يلبسن الخمار الأمر نفسه ولكن أكثر المعلمات تركن الأكاديمية وتخلين عن العمل. نشر حول هذا الخبر أيضا راديو بي بي سي بعد أن تمّ تقديم مشروع قرار بشأن التدابير المتخذة لتزويد طلاب المدارس الثانوية بأشكال المدارس الحديثة التي وضعها مجلس الوزراء للعام الدراسي 2018-2019 في نقاش وطني.
لقد تأسست الأكاديمية الإسلامية في نيسان/أبريل 2018 بموجب مرسوم من الرئيس شوكت ميرزياييف تمّ توقيعه في 15 كانون الأول/ديسمبر 2017. وينص المرسوم على أن تكون الأكاديمية في تصرف مجلس المسلمين الأوزبيكي وأن تكون مؤسسة تعليمية وبحثية غير حكومية للتعليم الديني والدنيوي. وتقوم الأكاديمية بمنح الماجستير في مجال “علم القرآن” و”علوم الفقه” و”دراسات الحديث” و”علم الكلام”.
وكان ميرزياييف قد صرح سابقا “أن أوزبيكستان كانت دولة مُتَأخّرة في دراسة الإسلام”. ومع ذلك، تم طرد العشرات من الطالبات في الأكاديمية الإسلامية من الجامعة بسبب الخمار، كما تضطر بعض الكوادر النادرات إلى مغادرة الأكاديمية.
إذن لا تزال سياسة أوزبيكستان الحالية تسير على خطا السياسة القديمة الموروثة من قبل كريموف رغم الجعجعة الفارغة.
منذ بداية العام الدراسي الجديد 2018، كان موضوع الزي المدرسي موضوعا يشغل الرأي العام ليس فقط في أوزبيكستان، بل وأيضاً في البلدان المجاورة مثل كازاخستان وطاجيكستان.
في هذه البلدان التي أغلب سكانها مسلمون، فإن أمل الغالبية العظمى هو دراسة الإسلام واتباعه. لقد سَبَّبَ افتتاح الأكاديمية الإسلامية في طشقند سعادة كبيرة للشباب والشابات، لأن المدارس الإسلامية والمعاهد والجامعات في أوزبيكستان تعدّ على الأصابع، والأشخاص الذين يقبلون لدخولها عددهم محدود.
ولكن للأسف فرحتهم لم تدم طويلا بسبب المنع الجائر للخمار من اليوم الأول للعام الدراسي في داخل الأكاديمية وحظر أداء الصلاة هناك مطلقا. فكل يوم عند مدخل الجامعة، يتحقق ضباط الشرطة من الزي الذي يرتديه الطلاب والطالبات اللواتي يجدن أنفسهنّ بين خيارين فإما أن يتخلين عن الخمار أو يتركن التعليم. وكلاهما ظلم وتعدّ على حكم الشريعة،
فكيف يتجرؤون على محاربة اللباس الشرعي الذي أمر به الله سبحانه وتعالى في كتابه ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ﴾ [الأحزاب: 59]، وفي قوله سبحانه ﴿وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ﴾ [النور: 31]؟!
إنه شيء مخالف للمنطق حقا؛ فبالرغم من أن الأكاديمية الإسلامية تدعي أنها تدرس الدين الإسلامي، إلا أن قوانين هذه المؤسسة التعليمية تمنع ممارسة أحكام الشريعة!!
ما هو هدف الحكومة الأوزبيكية الحقيقي؟ هل إنشاء المؤسسات التعليمية لتدريس العلوم الإسلامية، أم هو إعداد علماء دين لا يلتزمون بشريعة ربهم؟! أليس هذا إنكاراً واضحاً لدين الله سبحانه وتعالى؟!
تستخدم حكومة أوزبيكستان لتبرير هذه الخدعة زمرةً من الأئمة الخائنين؛ هؤلاء الأئمة يتجرؤون ويفتون بضرورة اتباع مرسوم الدولة، ويُحرضون الفقراء على الالتزام بذلك بدون تردد وتفكير.
أيها المسلمون في أوزبيكستان!
إنهم يحاولون تغطية الشمس بغربال؛ فالرئيس شوكت ميرزياييف وأتباعه يتنكبون عن شرع الله، بل يحاربون ضد كل من يحاول إحياء شريعة الله وإعادتها لمعترك الحياة.
أيها الرجال الأتقياء في أوزبيكستان! إن بناتكم، وزوجاتكم، وأخواتكم وأمهاتكم، هن عرضكم الذي يجب عليكم أن تَصُونوه، وعليكم أن تفعلوا كل ما في طاقتكم لحفظ شرفكم.
اليوم الأمهات والآباء الذين تتقطع قلوبهم من ألم طرد بناتهن من المدارس بسبب الالتزام باللباس الشرعي سيواجهون غدا حالات أسوأ منها؛ لأن نظام أوزبيكستان لن يتوقف عن الظلم في عهد رئيس الدولة شوكت ميرزياييف كما لم يتوقف في أيام الطاغية كريموف. ذلك النظام المجرم الذي يجدر بنا قلعه من جذوره ورميه في هاوية سحيقة.
تلك الحكومة المجرمة تتنكب عن أحكام الشريعة، ولا يليق بتلك البلاد العزيزة إلا الرجوع إلى الحياة الإسلامية في ظل خليفة عادل يتقي الله سبحانه وتعالى ويُطبق شريعته كاملة.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
مخلصة الأوزبيكية
2018_09_26_Art_Prevention_of_headscarf_at_the_University_of_Tashkent_AR_OK.pdf