Take a fresh look at your lifestyle.

الإسلام متوطن في ماليزيا كمرض يحبط جهود العلمنة (مترجم)

 

الإسلام متوطن في ماليزيا كمرض يحبط جهود العلمنة

(مترجم)

 

 

 

الخبر:

 

“الإسلام متوطن في هذا البلد ويؤثر على جميع جوانب الإدارة والقانون والهيئة التنفيذية للبلاد تقريبا”، كانت هذه هي الكلمات التي وردت في حلقة دراسية بعنوان (“ماليزيا الجديدة” 61 سنة بعد الاستقلال، هل ما زال العرق والدين متصلين؟) من قبل مديرة برنامج “أخوات في الإسلام”، شرينا شريف، “أخوات في الإسلام” هي مجموعة لا علاقة لها بالإسلام ولكنها تدعي أنها مجموعة تروج “لفهم الإسلام” الذي يعترف بمبادئ العدالة والمساواة والحرية والكرامة داخل دولة ديمقراطية قومية، في الندوة، من خلال وصف الإسلام بأنه متوطن. وتعتقد المخابرات أن أي جهد لإبعاد الإسلام عن تطلعات الحكومة الماليزية الجديدة في المستقبل القريب من الصعب جدا تحقيقه.

 

التعليق:

 

بالنسبة لأولئك الذين سمعوا كلمة “المتوطن” للمرة الأولى سوف يتساءلون ما هو المعنى الحقيقي لهذه الكلمة، يوفر محرك جوجل للبحث دلالات لكلمة “المتوطن” كصفة، المتوطن إما تعني مرضاً أو ظرف عادة ما يوجد بين أناس معينين أو في منطقة معينة، أو، يدل على أصل النبات أو الحيوان أو تقتصر على مكان معين، ومن المؤكد جدا أن الشرع لا يعني التعامل مع الإسلام كنبات أو كحيوان… ما كانت تعنيه شرينا هو أن الإسلام هو الظرف الذي يشبه المرض بسبب “تدخله” في إدارة دولة ماليزيا، وهذا مفهوم بوضوح عندما يكون سياق وصفها للإسلام بأنه متوطن أي مرتبط بالدين الذي ينظر إليه على أنه عقبة كأداء في عملية علمنة “ماليزيا الجديدة”. ومن الواضح تماما أن كلمة المتوطن التي يستخدمها برنامج “أخوات في الإسلام” لوصف الإسلام تحمل دلالة سلبية جدا.

 

منذ تولي حكومة “تحالف الأمل” حكم ماليزيا، احتلت الأصوات الليبرالية مختلف منصات الإعلام السائدة إلى درجة أنه كلما نوقشت القضايا المتعلقة بالإسلام، يمكن سماع هذه الأصوات البائسة بصوت عال من كل الاتجاهات، وقد يتساءل البعض لماذا يمتلك أنصار الليبرالية الجرأة لانتقاد وتقويض الإسلام عندما يكونون أنفسهم مسلمين؟ الحقيقة هي أن هناك مسلمين يتشربون الأفكار الغربية، إنهم يحملون العلمانية (فصل الدين عن الحياة) والليبرالية، حيث يتم وضع الحق في خلق القوانين بيد الإنسان، والعمل بجد لكي يتبنى هذه الأفكار من الماليزيين، وخاصة المسلمين. والأسوأ من ذلك، أن حكومة تحالف الأمل الجديدة تغض النظر عن وصف الإسلام بأنه مرض في المجتمع (الذي يعمل على منع جهود العلمنة) استنادا إلى سياساتها المختلفة ووجهات نظرها القضائية، كما تم خلق فارق بسيط بأن أي قرار أو سياسة “الشم” من الإسلام تتعرض لانتقادات شديدة وتقويض.

 

وللتغلب على هذه المشكلة المتنامية، يجب على المسلمين أن يدركوا أن العلمانية كانت دائما صراعا ارتكبه الغرب وأنه السبب الحقيقي وراء انحطاط الإنسان اليوم، ومن المؤسف للغاية أن المسلمين لا يزالون مفتونين بفكرة فصل دين الله عن الحياة على الرغم من أن العلمانية هي التي تشكل جوهر الأزمة الاقتصادية التي طال أمدها حتى اليوم، والأضرار التي تلحق بالهيكل المجتمعي والسياسي وانهيار الأخلاق، ويجب علينا أيضا أن ندرك أن الجهود التي بذلتها مختلف الجماعات الليبرالية في ماليزيا، بما فيها تلك التي تعمل مع الحكومة الجديدة، لا تأتي مجانا، وكانت الدول الغربية، وخاصة أمريكا، تدعم بقوة هذه المجموعة البائسة من الناس، وهذه الجهود ليست مجرد مساعٍ متناثرة، بل هي جهود متضافرة دبّرها الغرب الكافر لتقويض ووقف إعادة ترسيخ الإسلام كأيديولوجية في إطار كيان سياسي واحد، ويجب أن يكون لدى المسلمين إدراك أنه وبدون تطبيق الإسلام كاملا، فإن مفهوم الإسلام كرحمة للعالمين سيبقى مجرد مفهوم فقط يتم تقويضه والعبث به من حكومة تحالف الأمل لإخفاء الأهداف الحقيقية لبناء ماليزيا بقوة علمانية وليبرالية.ِ

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

الدكتور محمد – ماليزيا

2018_09_30_TLK_2_OK.pdf