Take a fresh look at your lifestyle.

مع الحديث الشريف – القائم على حدود الله والواقع فيها

 

مع الحديث الشريف

القائم على حدود الله والواقع فيها

 

 

نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

عن النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَثَلُ القَائِمِ عَلَى حُدُودِ اللَّهِ وَالوَاقِعِ فِيهَا، كَمَثَلِ قَوْمٍ اسْتَهَمُوا عَلَى سَفِينَةٍ، فَأَصَابَ بَعْضُهُمْ أَعْلاَهَا وَبَعْضُهُمْ أَسْفَلَهَا، فَكَانَ الَّذِينَ فِي أَسْفَلِهَا إِذَا اسْتَقَوْا مِنَ المَاءِ مَرُّوا عَلَى مَنْ فَوْقَهُمْ فَقَالُوا: لَوْ أَنَّا خَرَقْنَا فِي نَصِيبِنَا خَرْقًا وَلَمْ نُؤْذِ مَنْ فَوْقَنَا، فَإِنْ يَتْرُكُوهُمْ وَمَا أَرَادُوا هَلَكُوا جَمِيعًا، وَإِنْ أَخَذُوا عَلَى أَيْدِيهِمْ نَجَوْا، وَنَجَوْا جَمِيعًا». رواه البخاري برقم 2388.

 

أيّها المستمعون الكرام:

 

يشبه الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث المجتمع الإسلامي بعد أن اجتاحته أعاصير الديمقراطية والعلمانية الهائجة بالسفينة التي تمخر عباب البحر، بحر الرأسمالية وهو يعصف بالمجتمع وبعقيدته وأحكامه، فلجأ الركاب وهم أبناء المجتمع إلى الاقتراع لتقاسم السفينة، فكان للقائمين على حدود الله أعلاها، وللمنتهكين لهذه الحدود أسفلها، وكان الذين أسفلها يمرون على من فوقهم ليستقوا، ولما ثقل عليهم تكرار ذلك، قرروا أن يثقبوا السفينة من الأسفل فيشربوا كما يشاؤون.   

 

أيها المسلمون:

 

إن هؤلاء الذين في الأسفل هم أبناء الأمة الذين قرروا أن ينهلوا من هذه الحياة بحسب غرائزهم ومصالحهم الدنيوية، فلم يقيموا وزنا لحلال أو حرام، هم آكلوا الربا، هم أهل المنافع والمصالح ولو على حساب الإسلام وأهله، هم دعاة الرذيلة والفجور والتبرج ، هم دعاة القومية والوطنية، هم من خرق السفينة وتآمر على الأمة سنين طويلة، وأمام هؤلاء يجب أن يقف القائمون على حدود الله، فيأخذوا على أيديهم لردعهم وكفهم عمّا يفعلون، وإلا غرقوا جميعا.

 

اللهمَّ عاجلنا بخلافةٍ راشدةٍ على منهاجِ النبوةِ تلمُّ فيها شعثَ المسلمين، ترفعُ عنهم ما هم فيهِ من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرضَ بنورِ وجهِكَ الكريم. اللهمَّ آمين آمين.

 

أحبتَنا الكرام، وإلى حينِ أنْ نلقاكم مع حديثٍ نبويٍّ آخرَ، نتركُكم في رعايةِ اللهِ، والسلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ. 

 

 

كتبه للإذاعة: أبو مريم