Take a fresh look at your lifestyle.

الخلافة وحدها التي يمكنها حماية الأمة من استغلال أمريكا لأسعار النفط

 

الخلافة وحدها التي يمكنها حماية الأمة من استغلال أمريكا لأسعار النفط

 

 

 

الخبر:

 

انتشرت في الآونة الأخيرة تقارير في وسائل الإعلام تذكر أن أسعار النفط ستصل قريباً إلى 100 دولار للبرميل وربما أكثر من ذلك [موقع أسعار النفط]. وقد تدخل ترامب وطالب السعودية بزيادة الإنتاج للسيطرة على ارتفاع سعر النفط الخام.

 

التعليق:

 

النفط لا يشبه أي سلعة أخرى متداولة في الأسواق الدولية، وسعره حساس جدا لتقلبات العرض والطلب، وقد أدى انسحاب أمريكا من الاتفاق النووي الإيراني وفرض عقوبات ضد النفط الإيراني – الذي سيصبح ساري المفعول في تشرين الثاني/نوفمبر – إلى زيادة التكهنات بأنه لا يمكن تلبية الطلب الحالي على النفط في المستقبل القريب.

 

وفي الوقت الحاضر تصدر إيران حوالي مليوني برميل من النفط الخام إلى دول مثل الصين والهند وتركيا على سبيل المثال لا الحصر. ويمكن للعقوبات الأمريكية أن تؤثر هذه البراميل بشكل كبير على الأسواق العالمية ودفع التكهنات بأن الطلب سوف يفوق العرض [موقع أسعار النفط]. وهناك أيضا شكوك في أن السعودية وغيرها من أعضاء أوبك مثل الإمارات والكويت يمكنها سد العجز، والجمع بين العقوبات ضد إيران وفشل أوبك في السيطرة على الهبوط القصير يؤدي إلى زيادة في أسعار النفط.

 

ومن أجل تخفيف صدمة ارتفاع أسعار النفط للمستهلكين الأمريكيين قبل الانتخابات النصفية الأمريكية في تشرين الثاني/نوفمبر، مارس ترامب ضغوطاً على السعودية وأعضاء آخرين في منظمة أوبك لزيادة الإنتاج. وفي الوقت نفسه، تقوم إدارة ترامب بإجبار الصين والهند وتركيا على إقامة علاقات حميمة مع إيران والبحث في مكان آخر عن النفط الخام. لذلك، فإن سياسة أمريكا لعزل إيران لها تأثير مباشر على أسعار النفط الخام. بالإضافة إلى ذلك، أمريكا صامتة بشأن الزيادة السريعة في إنتاج النفط الصخري المحلي، والذي استفاد إلى حد كبير من ارتفاع أسعار النفط.

 

وباختصار، فقد استغلت أمريكا موارد النفط في العالم الإسلامي لعزل إيران، وأوجدت احتكاكاً بين إيران والسعودية، وزيادة سعر النفط، وتعزيز صناعة الصخر الزيتي المحلية، وتوفير الظروف المناسبة للناخبين الأمريكيين من خلال زيادة إنتاج النفط في السعودية، وأمريكا قادرة على تحقيق كل هذا لأنها تسيطر على حكام العالم الإسلامي.

 

وتخيل الآن ما يمكن للخلافة، القائمة قريبا بإذن الله، تحقيقه من خلال النفط في الموقف السياسي السائد. أولاً، سوف تستخدم الخلافة عائدات النفط لبناء البنية التحتية المحلية، وبناء جميع القطاعات الاقتصادية بسرعة، وضمان رعاية رعايا الدولة بشكل جيد. ثانياً، ستوقف الخلافة إمدادات النفط إلى جميع الدول المحاربة بما فيها أمريكا والهند وبعض الدول الأوروبية وكيان يهود. ثالثاً، قد تختار الخلافة بشكل انتقائي توفير النفط لبعض الولايات الأمريكية مثل كاليفورنيا مثلا بشرط أن تتخلى عن الاتحاد الفدرالي الأمريكي وبالتالي إضعاف قوة أمريكا. وبالمثل، قد توفر الخلافة النفط لألمانيا لكسر وحدة أوروبا. رابعاً، أي دولة تتعرض لشرف النبي محمد r ستواجه حظراً أوتوماتيكياً على النفط حتى تتوب وتغير سلوكها.

 

وبعبارة أخرى، لو كانت الخلافة هي التي تشرف على نفط الأمة الإسلامية، لكان يمكن تحقيق الكثير لبناء مجد الإسلام والمسلمين. وماذا سيحدث لو كانت الخلافة تشرف على الموارد القيمة الأخرى الموجودة بين أيدي المسلمين والعالم بحاجة ماسة لها؟!

 

لا شيء من هذا يتجاوز قدرة الأمة أو أنه يقع في عالم الخيال، بل هو ممكن وعملي على حد سواء، ومع ذلك، يجب على الأمة أن تأخذ مسألة إقامة الخلافة على منهاج النبوة قضية مصيرية، وحينها ستملك الأرض من كل أطرافها. ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

عبد المجيد بهاتي

2018_10_08_TLK_1_OK.pdf