ملك الأردن: “لوين إحنا رايحين؟!”
الخبر:
رأس النظام في الأردن باجتماعه مع الصحفيين والإعلامين قبل أيام يتساءل “لوين إحنا رايحين…؟”
التعليق:
عندما يتساءل رأس النظام بقوله (لوين إحنا رايحين؟) بالعامية وهي تساوي (إلى أين نحن ذاهبون؟) بالفصحى، يتساءل الناس إذا كان رأس النظام يسأل، فمن تراه يجيب؟!
فالناس تنتظر من رأس النظام جواباً لا سؤالاً، وكأنه لا علاقة له، لكن يبدو أن حكامنا نسوا وظيفتهم…
ولأن حكامنا لا وظيفة لهم ولا يملكون جوابا فإننا سنجيب رأس النظام على سؤاله (لوين إحنا رايحين)؟!
لما قضى الكافر المستعمر على الخلافة بمعاونة خونة من العرب والترك، قسّم بلاد المسلمين مزقاً وكنتونات، واستوظف عليها عائلات وأفرادا، واشترط على الجميع القيام بأدوار وظيفية ولا شأن لهم بالحكم من الناحية العملية، فكان لهذا البلد نصيب عظيم من هذه القسمة، وهو لا يزال على رأس وظيفته منذ قرن من الزمان… وليس له موقف وخطوط حمر كما يدعي رأس النظام، ولنأخذ مثالاً قضية فلسطين والقدس التي يدعي أنها خط أحمر… فقبل تسليم القدس ليهود عام 67، وكانت القدس والضفة الغربية في عهدته وأمانته، ثم بعد تسليمها اكتفى بالوصاية الدينية عليها، وهذا هو الخط الذي رسم له فصار يغير السجاد داخل الأقصى ويدفع رواتب الموظفين ويغير الأضوية كلما احترقت لمبة!! ثم بعد فك الارتباط سنة 1987، غيّر خطه الأحمر، فتشارك هو وعرفات في فرش السجاد وتغيير اللمبات!! وبعد اتفاقية وادي عربة وقبلها أوسلو، حمل المشروع الأمريكي بدولة فلسطينية مستقلة عاصمتها شرقي القدس، ثم بعدها بسنوات صار يطالب بدولة فلسطينية عاصمتها في شرقي القدس… ومرة يطالب بدولة واحدة تحت حكم يهود ثنائية القومية، وهو في كل مرة يتمثل قول الشاعر: “وَمَا أَنَا إِلّا مِنْ غَزِيَّةَ إِنْ غَوَتْ… غَوَيْتُ وَإِنْ تَرْشُدْ غَزِيَّةُ أَرْشُدِ”!
إن رأس النظام في الأردن، ليس جادا في محاربة الفساد كما يدعي ولا بجعل قانونه يطال الجميع، فالناس ترى بأم أعينها كيف تم تهريب عوني مطيع بأوراق رسمية وبطائرة غادرت من مطار الملكية، وقبل ذلك تعلم كيف تم بيع الشركات الرابحة بحجة الخصخصة…
يقول الله تبارك وتعالى: ﴿قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي﴾؛ فالأمة في الأردن كما في غير الأردن تدرك أن لا حلَّ لها إلا بشريعة ربها ودينها وبأن حكامها جزء من المشكلة ولم يكونوا يوما جزءاً من الحل.. والأردن سيبقى على حاله وسيزداد سوءاً طالما بقي هذا النظام وطالما بقي هذا الكيان السياسي الذي تم استصناعه على عيون الكفار…
فالجواب على سؤال رأس النظام (لوين إحنا رايحين؟!)، هو أن الأمة الاسلامية، ومنها الناس هنا في الأردن، تعلم بأن الحكام هم جزء من المشكلة وأن الحل يكمن بتغييرهم وتغيير النظام الذي عبّدوا الناس له منذ هدم الخلافة، والناس بدأت تتلمس طريق الخلاص وإن لم تدركه جيدا، فهي ذاهبة إلى ربها لا محالة وحالها ﴿وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى﴾ وحينها فقط يكون الجواب على السؤال إلى أين نحن ذاهبون؟
أما إن كان رأس النظام يسأل إلى أين نحن ذاهبون؟ ويقصد الحكام، فنقول له: إلى حيث ذهب فرعون والقذافي وعلي صالح…
وأخيراً فإنه لا مستقبل مستقراً في الأردن ولا في غيره إلا بالإسلام نظام حكم وطريقة عيش، وها هو النظام الرأسمالي يترنح في بلاده، وهو آيل للسقوط لا محالة وستطوى صفحته إلى غير رجعة وستحكم هذه البلاد وكل البلاد بالإسلام إن شاء الله وستكون خلافة تعم الأرض بالخير والبركة وحينها سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد الله خالد