الأمم المتحدة: “يقتلون القتيل ويمشون في جنازته”!
الخبر:
أفادت الأمم المتحدة أن أكثر من نصف مليون طفل روهينجي مقيمين في مخيمات بنغلادش، بحاجة إلى خدمات تعليمية أساسية.
وقال ألاستير لوسون المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسيف” في مدينة “كوكس بازار” الحدودية حيث المخيمات، إن “أطفال الروهينجا بحاجة إلى التعليم الأساسي”.
وأعرب في تصريحات صحفية، الجمعة، عن خوفه “من فقدان جيل كامل إثر نقص الخدمات التعليمية”. وأضاف: “الأطفال لديهم فرص محدودة للحصول على التعليم هنا (في مخيمات بنغلادش)”.
وفي السياق، لفت “لوسون” إلى سعي “يونيسيف” لتوفير الخدمات التعليمية لأطفال الروهينجا في المخيمات، الذين تتراوح أعمارهم بين 9 و14 عاما. (وكالة الأناضول)
التعليق:
لقد دخل الإسلام بورما عام 788م، أي في عهد الخليفة هارون الرشيد رحمه الله، يوم كانت دولة الخلافة هي الدولة الرائدة وهي الدولة الأولى في العالم، واستمرت لقرون مديدة تنعم بعدل ورحمة أحكام الإسلام، وينعم أهلها بحماية دولة الإسلام، وانتشر الإسلام العظيم في جميع أنحاء بورما.
وقد حكم المسلمون مقاطعة أراكان ما بين عام 1430 و1784م أي أكثر من 350 عاما،. إلى أن احتلها البوذيون الوثنيون، وبسبب كراهيتهم للإسلام والمسلمين وجحودهم للمعروف الذي أسداه لهم المسلمون، فقد عاثوا في أراكان فسادا وإفسادا، فقاموا بقتل المسلمين وسفك دمائهم، بل وتقصدوا قتل العلماء وحملة الدعوة. ثم لما احتلت بريطانيا الصليبية هذه البلاد ذات المكانة الاستراتيجية والمليئة بالخيرات والثروات وبدعم مباشر منها ارتكب الرهبان البوذيون مرة أخرى المجازر ضد مسلمي أراكان؛ تلك المجازر التي أودت بحياة آلاف المسلمين وأدت إلى طردهم من بلادهم. وبعد منح الاستقلال الشكلي للبلاد، حافظت بريطانيا على هيمنتها على بورما مباشرة ومن خلال وكيلتها الهند، واستمر البوذيون الوثنيون بارتكاب الجرائم والمجازر ضد مسلمي أراكان من قتل وذبح، واغتصاب للحرائر وهتك للأعراض، وتشريد وتهجير، إلى أن فر منهم العام الماضي تحت وطأة القتل والذبح وتدمير القرى وحرق البيوت، فرّ منهم زهاء مليون شخص إلى بنغلادش المجاورة، وباتوا يعانون من رحلة أخرى من المعاناة والعذاب، والفقر والجهل، الذي تصف الأمم المتحدة جزءاً منه.
كل ذلك حصل ويحصل على مسمع ومرأى، بل بمساعدة حيناً وبتواطؤ أحياناً من دول العالم قاطبة، ومن مؤسساته ومنظماته الدولية، ومن خلفهم وربما من قبلهم حكام المسلمين عربهم وعجمهم؛ الذين يذرفون جميعا دموع التماسيح على مسلمي الروهينجا، فصدق فيهم المثل القائل: “يقتلون القتيل ويمشون في جنازته”!!
لذلك فإنّ الحل العملي الوحيد لخلاص مسلمي الروهينجا مما هم فيه من بلاء وشقاء إنما يكمن في إقامة دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، فهي درع المسلمين المتين وهي راعيتهم وحاميتهم، وهي التي ستعيد للمسلمين عزتهم وكرامتهم وستصون أعراضهم وحرماتهم، وعليه فإن على جيوش المسلمين إسقاط هذه الأنظمة العميلة القائمة في بلادنا وإقامة الخلافة على أنقاضهم، ومن ثم ينطلقوا للجهاد في سبيل الله تحت قيادة الخليفة الراشد لتحرير أراكان والانتقام من نظام ميانمار المجرم ومن الرهبان البوذيين الوثنيين.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد عبد الملك