طمس الحقائق بحقائق أخرى سياسية تتبناها الأمم المتحدة لتثبيت الحوثي في اليمن
الخبر:
قال الأمين العام للأمم المتحدة في تصريح لقناة الجزيرة: الوضع اليمني معقد، والإمارات هي التي تعقد الموقف، ويحذر من كارثة إنسانية في الحديدة.
التعليق:
لا يخفى على كل ذي بصر وبصيرة حقيقة الصراع الدائر في اليمن (أطرافه على المستوى الدولي وأدواته إقليميا ومحليا) بعد أن قررت أمريكا الخروج من عزلتها السياسية، فبعد عام 1944م أرادت أن تكون وريثة الإمبراطورية العجوز (بريطانيا) فتوجهت إلى الشرق الأوسط لخلق الأزمات فيه، ثم الإشراف على سير تلك الأزمات بوسائلها الاستعمارية المختلفة ثم النفوذ إلى بلدانه حتى تتحكم فيها وتتحكم في مقدراته وثرواته، وقد كان الشرق الأوسط بالنسبة للدول الاستعمارية ذا أهمية كبيرة بسبب الإسلام وما يمثله من تهديد للحضارة الغربية الساقطة والثروات الكثيرة التي فيه، وأيضا بسبب موقعه الاستراتيجي المهم وبسبب وجود كيان يهود لحمايته وجعله خنجرا في جسد الأمة الإسلامية.
إلا أن الحظ في اليمن لم يحالفها على الدوام فلقد قطفت بريطانيا ثمار جهودها السياسية والعسكرية التي قدمتها في ثورة 26 أيلول/سبتمبر عام 1962م حين استتب الأمر للهالك علي صالح عميل الإنجليز بعد صراع مع عملاء أمريكا والذي استطاعت بريطانيا من خلاله القضاء على عملاء أمريكا.
ثم أعادت أمريكا الكرّة عن طريق حراك سياسي في الجنوب وجناح مسلح في الشمال (الحوثيين) مستخدمة وسائلها الاستعمارية؛ البنك الدولي للإنشاء والتعمير ومن بعده صندوق النقد الدولي اللذين هما في الأصل من أوصل الحوثيين إلى صنعاء، عندما حصل عجز في الميزانية في البلد أيام حكومة الوفاق في صنعاء فاضطرت لأن تقترض من البنك الدولي فعرض عليها صندوق النقد شروطا على أساس أنها إصلاحات اقتصادية، ومنها رفع الدعم عن المشتقات النفطية فأكسب الوضع شقاء بعد شقاء وعناء بعد عناء، بعدها استغل الحوثيون وأشعلوا الثورة من معقلهم في صعدة إلى صنعاء ومن ثم إلى معظم المدن في اليمن بمساعدة من الأمم المتحدة عن طريق جمال بن عمر.
ثم ها هي أمريكا اليوم عن طريق الأمم المتحدة وأمينها العام تريد طمس حقيقة مليشيات الحوثي وإهلاكها للحرث والنسل وعبثها الماثل للعيان وإظهارهم كأنهم الحمل الوديع، تريد طمس كل ذلك بتوجيه التهم للإمارات بتعقيد الأمور في اليمن، طمس ما هو أهم بما هو مهم دونه ثم ممارسة ضغوطات الهدف منها الاعتراف بالحوثي كفصيل سياسي وأنه صاحب حق، والحل الوحيد معه هو التشاور والخروج بحل سياسي خاصة بعد معرفة الضغوطات العسكرية التي تقوم بها ما تسمى بالشرعية في جبهات (الحديدة والجوف ومأرب)، ونحن في هذا لا نبرئ الإمارات من جرائمها وتنفيذها لمخططات الإنجليز بل كلا الطرفين أجرما بحق هذا الشعب المكلوم، ولكننا نريد توضيح وإثبات أن الأمم المتحدة تثبت كل يوم أنها أداة من أدوات أمريكا لضرب عملاء بريطانيا في اليمن، فعلى أهل اليمن نبذ الطرفين.
من المحزن ألا يعي أهل اليمن بعد هذه الأعمال القذرة من فقر ومهالك وفتن واضحة وضوح الشمس، والتي أوصلهم لها العملاء الأقزام المتصارعون لخدمة الكفار في بلادنا؛ الحوثي في الشمال وهادي – الذي لا يعرف من الهدى إلا اسمه – وعصابته ومن لف لفيفهم.
إلى متى سيظل أهل اليمن يدفعون ثمن هذه الفتن وهم من يستعرون بنارها؟! إن طريق خلاصهم الوحيد هو العمل مع حزب التحرير لإقامة الخلافة الراشدة الثانية قريبا إن شاء الله تعالى وما ذلك على الله بعزيز.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
الأستاذ: خالد الجندي – اليمن