حكومات أحرقتنا بنار العلمانية
مخطئ وأعمى البصيرة من ظن أن العلمانية فكرة تروج للعلم والتطور والتقدم، بل هي نتاج فكري عقائدي إلهه المال وثقافته الاستعمار وعقيدته فصل الدين عن الدنيا، وبالتالي إقصاء القوانين الربانية عن مفاصل الحياة وأنظمتها وتشريع قوانين بشرية وضعية وفقا للأهواء والشهوات والرغبات والمصالح بحجة الحريات المنبثقة من الديمقراطية. وبما أن عدونا يدرك جيدا أن الإسلام مبدأ أسس دولة دامت فوق ثلاثة عشر قرنا فقد حاول جاهدا أن يجعل القيم الإسلامية باهتة في نفوس المسلمين وبالتالي لم يركنوا أو يسكنوا فورّدوا لهم قيمهم وأوفدوا لهم حضارتهم بمخططات مرسومة تحت رعاية الأمم المتحدة عبر الصندوق النقد والبنك الدوليين اللذين ارتهن لهما حكام المسلمين بحجة النهضة، وبالتالي سمحت السلطات لقوة الاستعمار بالتدخل بينها وبين شعوبها ومناقشة خططها بشأن إصلاحات اقتصادية كانت أم إنسانية فحشروا شعوبهم في جحيم العقائد الخرقاء.
كما يدرك عدونا أن الأسرة هي صاحبة الدور الرئيسي في تربية النشء والحفاظ على هوية المجتمع وتماسكه فحثوا الخطا لتفتيت هذا الكيان المرعب لهم… ومن خطط الأمم المتحدة أن تعتبر الظلم الاجتماعي السائد يعود إلى عدم مساواة المرأة بالرجل في الحقوق والتمييز بينهما في الأعراف والتقاليد والتشريعات الدينية. واعتبرت “حقوق المرأة ومساواتها بالرجل” موضوعاً من أهم المواضيع التي يجب على دول العالم الاهتمام به، فأصدرت وثائق وأملت قرارات تعتني بالمرأة خلت من الاهتمام بالأسرة بمفهومها الفطري وإنما تناولت المرأة كفرد مقتطع من سياقه الاجتماعي، بل أكثر من ذلك؛ فالوثائق التي ذكرت فيها الأسرة جاء ذكرها نادرا وهامشيا وفي سياقات تؤدي من خلال التطبيق إلى إضعاف الأسرة وهدمها كالمطالبة بتحديد النسل أو تقييد صلاحية الآباء في توجيه وتربية الأبناء فيما أطلقت عليه الوثائق “العنف في نطاق الأسرة” أو أخطر من ذلك وهو ضرورة الاعتراف بوجود أشكال أخرى للأسرة وذلك بالاعتراف بالشذوذ وتقنينه وإعطاء الشواذ نفس حقوق الأسوياء من ضمانات مجتمعية!!
هذه المواثيق التي ادعوا بها إصلاحات ما هي إلا مشاريع مدمرة تسببت في ارتفاع نسب العلاقات خارج إطار الزواج، والخلط بين أدوار وحقوق المرأة والرجل، وتغيير اهتمامات المرأة وانحرافها عن دورها الأصلي الذي هو أم وربة بيت ومربية أجيال، وارتفاع نسب الطلاق… مصائب لا حصر لها اكتوت بنارها الشعوب واحترقت أفرادا وجماعات.
لذا فإن على الأمة فهم حقيقة الحرب القائمة عليها منذ بزوغ فجر الإسلام وأن الابتلاء الذي هي فيه ما هو إلا مغرقات معتمدة من حكامنا حراس الاستعمار، وأن تسعى لحل جذري يخلصها منهم، ولا سبيل لذلك إلا بخلافة راشدة تحكم بالإسلام دينها المجيد المنبثق منه عقيدة سليمة تصلح شأنها بل شأن البشرية جمعاء، وتسلك سبيل العزة المعبد بالخضوع والطاعة لله وحده.
يقول الله تعالى في محكم تنزيله: ﴿مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُولَٰئِكَ هُوَ يَبُورُ﴾ [سورة فاطر: 10]
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
منى بالحاج علية – تونس
2018_10_11_Art_Governments_burned_us_with_secular_fire_AR_OK.pdf