Take a fresh look at your lifestyle.

مع الحديث الشريف – كلام في الحكام

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 

مع الحديث الشريف

كلام في الحكام

    

 

 

نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

عن عطية عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أشدُّ الناسِ عذابا يومَ القيامةِ إمامٌ جائرٌ». رواه الطبري برقم 1591.

   

   لما وقف عنترة بن شداد أمام دار عبلة، فأنشد يقول:

 

هلْ غادرَ الشُّعراءُ منْ متردَّمِ  أم هلْ عرفتَ الدارَ بعدَ توهمِ

 

   والمعنى: ما ترك الشعراء قَبْلي شيئاً مِنْ الكلام والمعاني إلا وسبقوني إليه. لذلك احتار بما سيبدأ به كلامه، ونحن اليوم نقف محتارين أمام الحكام المتردمين الآيلين إلى السقوط: ماذا نتكلم وماذا نقول؟ وبماذا نبدأ؟ لقد قال أهل العلم فيهم أقوالا وأشعارا، بعد أن تعروا تماما من كل خلق ودين وحياء وعفاف، وظهرت سوءاتهم للجميع، وأزكمت رائحتهم الأنوف، فكلامهم يثير الاشمئزاز، وصورهم تبعث على الغثيان، تناولها الجميع باللاذع من الكلام، فهم ليسوا إلا نجاسات خرج الناس بثورات في طول البلاد وعرضها لإزالتها، فسقط  منهم من سقط، وتنحى من تنحى، وبقي من بقي منهم يترنح أمام غضب الأمة الذي سيطيح قريبا بهم وبعروشهم بإذن الله، فبسقوط هذه العروش المهترئة سيفسح الطريق لخليفة الأمة القادم.

 

أيها المسلمون:

 

   هذه عاقبة أمرهم في الدنيا، أما عاقبتهم يوم القيامة فأشد وأنكى، ويكفي أن الله سبحانه توعدهم بأشد العذاب، فاللهم أرنا فيهم في الدنيا ما تُسَرّ به قلوبُنا، وتُشْفَى به صدورُنا. اللهم إنك قد وعدت ووعدك الحق، إن دعوة المظلوم لا ترد، اللهم إنا مظلومون فانتقم، اللهم من ظلم هذه الأمة أو خذلها فأرِنا فيه قدرتك وعدلك، اللهم إن أئمة الضلال والكفر تجبروا في البلاد والعباد، فأرنا جبروتك فيهم في الدنيا والآخرة، اللهم عليك بمن خدع المسلمين وخانهم وألبس عليهم أمر دينهم، اللهم اكشف ستره وافضحه في الدنيا والآخرة على رؤوس الأشهاد.

 

    اللهمَّ عاجلنا بخلافةٍ راشدةٍ على منهاجِ النبوةِ تلمُّ فيها شعثَ المسلمين، ترفعُ عنهم ما هم فيهِ من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرضَ بنورِ وجهِكَ الكريم. اللهمَّ آمين آمين.

 

   أحبتَنا الكرام، وإلى حينِ أنْ نلقاكم مع حديثٍ نبويٍّ آخرَ، نتركُكم في رعايةِ اللهِ، والسلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ. 

 

 

 

كتبه للإذاعة: أبو مريم