مع الحديث الشريف
أمراء السوء
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى، قَالَ: حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَاصِمٍ الْعَدَوِيّ، عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ، قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ تِسْعَةٌ: خَمْسَةٌ وَأَرْبَعَةٌ، أَحَدُ الْفَرِيقَيْنِ مِنَ الْعَرَبِ، وَالْآخَرُ مِنَ الْعَجَمِ، فَقَالَ: «اسْمَعُوا، أَوْ هَلْ سَمِعْتُمْ، إِنَّهُ يَكُونُ بَعْدِي أُمَرَاءُ، فَمَنْ دَخَلَ عَلَيْهِمْ، فَصَدَّقَهُمْ بِكَذِبِهِمْ، وَأَعَانَهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ، فَلَيْسَ مِنِّي، وَلَسْتُ مِنْهُ، وَلَيْسَ بِوَارِدٍ عَلَيَّ الْحَوْضَ، وَمَنْ لَمْ يُصَدِّقْهُمْ بِكَذِبِهِمْ، وَلَمْ يُعِنْهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ، فَهُوَ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ، وَهُوَ وَارِدٌ عَلَيَّ الْحَوْضَ». ( صحيح ابن حبان 278)
إن خير الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدي هدي نبيه عليه الصلاة والسلام، محمد بن عبد الله، أما بعد:
إن هذا الحديث الشريف يخبر بواقع نعيشه الآن، حيث تسلط علينا أُمراء يتآمرون علينا وانتدبوا من قبل أعدائنا، ويخبر بما هو واجبنا تجاههم. والدخول عليهم يقصد به دخول الرضا بهم وبأفعالهم ودعمهم وإعانتهم في ظلمهم، يقول عليه الصلاة والسلام إن ذلك وتصديق أقوالهم هو أمر في غاية الخطورة، فهم كاذبون على الناس وشرع الله، وتصديقهم تصديق المنافق الظالم الفاسق، فيحذر الرسول عليه الصلاة والسلام من الإثم العظيم في ذلك، والأعظم هو إعانتهم على فسقهم وظلمهم، إما بتقديم العون المباشر ومشاركتهم جرائمهم، أو المدافعة عنهم والتبرير لتصرفاتهم والتأويل لها بأنها مقبولة شرعًا ولي الأدلة الشرعية خوفًا من الإنكار، وهم لا يحكمون من الإسلام شيئًا. يحذّر الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام هؤلاء بأنهم لا يردون عليه الحوض يوم القيامة، فأي عقاب ينتظر هؤلاء؟ وأي شقاء يستحقونه؟
في المقابل يحث النبي صلى الله عليه وسلم بعدم التودد إليهم وتصديقهم، وعدم إعانتهم على أمورهم، ليستحق فاعل هذا أن يرد الحوض على النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة.
الله نسأل أن نكون ممن يرد الحوض على النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة، وأن يقينا شر هؤلاء الأمراء الضالين المضلين الظالمين الفاسقين، اللهم آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: د. ماهر صالح