بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
“القرآنيّون” من دلائل النبوّة
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عَنْ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِ يكَرِبَ الْكِنْدِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «يُوشِكُ الرَّجُلُ مُتَّكِئًا عَلَى أَرِيكَتِهِ، يُحَدَّثُ بِحَدِيثٍ مِنْ حَدِيثِي فَيَقُولُ: بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ كِتَابُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَمَا وَجَدْنَا فِيهِ مِنْ حَلَالٍ اسْتَحْلَلْنَاهُ، وَمَا وَجَدْنَا فِيهِ مِنْ حَرَامٍ حَرَّمْنَاهُ، أَلا وَإِنَّ مَا حَرَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلُ مَا حَرَّمَ اللَّهُ». رواه ابن ماجه برقم 12.
من ذا الذي يقف أمام عودة الإسلام من جديد؟ من ذا الذي يحاول تغطية الشمس بغربال؟ من ذا الذي يريد أن يحجب ضوء النهار بكلمة ظلام؟ من ذا الذي يتجرأ على خالق الكون والإنسان والحياة؟ من رامَ فصل الكتاب عن السنّة، أو قل تقسيم الوحي، أو تقسيم كلام الله، ليأخذ قسما ويترك الآخر فقد أسخط الله سبحانه وتعالى.
أيها المسلمون:
لقد أخبر رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم بهذا التقسيم والتفريق بين القرآن والسنة قبل أربعة عشر قرنا من الزمان، فكان هذا الحديث الذي بين أيدينا دليلا من دلائل النبوّة على صدق وصحة الرسالة، إذ من أخبر رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم قبل أربعة عشر قرنا أنه سيخرج في هذا الزمان أناس يسمون أنفسهم ب”القرآنيون”؟ يدعون إلى الأخذ بالقرآن وأحكامه وترك السنة، وترك ما جاء به حبيبنا محمّد صلى الله عليه وسلم؟ من أخبر عن هؤلاء إلا رسولنا الكريم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ نعم؛ لقد فضح رسولنا صلى الله عليه وسلم دعوتهم قبل أن يعلنوها، وإن ممّا لا شك فيه أن هذه الدعوة أو الفرية ما هي إلا سهم من سهام الغرب الكافر في صدر الدعوة إلى عودة الإسلام والخلافة من جديد.
اللهمَّ عاجلنا بخلافةٍ راشدةٍ على منهاجِ النبوةِ تلمُّ فيها شعثَ المسلمين، ترفعُ عنهم ما هم فيهِ من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرضَ بنورِ وجهِكَ الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتَنا الكرام، وإلى حينِ أنْ نلقاكم مع حديثٍ نبويٍّ آخرَ، نتركُكم في رعايةِ اللهِ، والسلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ.
كتبه للإذاعة: أبو مريم