حرارة اللقاء بين فلاديمير بوتين ومحمد بن سلمان
(مترجم)
الخبر:
نشرت وكالة إنترفاكس في 12/3 تصريحاً صحفياً للناطق الصحفي للرئيس الروسي ديمتري بيسكوف معلقاً على التحيات المتبادلة بين فلاديمير بوتين والأمير السعودي محمد بن سلمان خلال قمة مجموعة العشرين في بيونس أيريس مُقراً بأنه لم ير فيما مضى رئيس روسيا يصافح بهكذا حرارة أحداً ما من السياسيين العالميين.
قال بيسكوف، معلقاً على كلام الصحفيين بأن مصافحة بوتين للأمير بحرارة خلال قمة العشرين جاءت على خلفية اتهام الأمير بقتل الصحفي جمال خاشقجي في تركيا: “توجد للجهات الروسية علاقات مع العربية السعودية”.
التعليق:
فيديو المصافحة غير الرسمية والحارة لفلاديمير بوتين ومحمد بن سلمان خلال قمة العشرين وضحكهما وصل إلى كل وسائل الإعلام في العالم كله. إذا كان تصرف الرئيس الروسي هذا تحدياً للرؤساء الأوروبيين أكثر منه حفاوة بالأمير، فإن وريث العرش السعودي لا يدرك بعد دقائق هذه الدبلوماسية ولم يكن بمقدوره إخفاء مشاعره فقد أسعده ذلك اللقاء.
روسيا لا تملك الإمكانية لاستخدام الاتهامات الموجهة للأمير السعودي لصالحها كما تفعل ذلك أوروبا. ولذلك فإن فلاديمير بوتين لم يكن مضطراً لأن يظهر على وجهه اتهاماً لمحمد بن سلمان بل وصافحه بحرارة مظهراً بأنه وإن لم يلتق بترامب فإن لديه ما يناقشه مع الأمير التابع لأمريكا. وفي المحصلة فإن روسيا والسعودية اتفقتا على تمديد العمل باتفاقية تقليص إنتاج النفط في العام القادم، مظهرين بأن لقاء الرئيس الروسي والأمير السعودي يقرر السعر العالمي للذهب الأسود.
لقد أصبح من الواضح اعتماد محمد بن سلمان على سياسة ترامب، ولذلك فإن كلمات الناطق الصحفي للرئيس الروسي بأن روسيا لها علاقات بالسعودية “جاءت في سياق أن تسمح بكل شيء للأمير السعودي”. ولذلك يمكن القول بأن أمريكا سمحت للسعودية بالاتفاق مع روسيا حول سعر النفط لصالح رفعه بسماحها للأمير بضخ المال في خزينة المملكة، فقد عمل كل ما طلبه ترامب لتعويض النقص الذي تسببت فيه سوق النفط الإيرانية. لا شك في أنه لو احتاج ترامب لخفض أسعار النفط فإن محمد بن سلمان سيفعل كل ما يرضي سيده.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
سليمان إبراهيموف