اتّضح وبان أنّها ثورة على نظام
الخبر:
في وقت تزايدت فيه الدعوات على شبكات التواصل للحشد لتظاهرات جديدة السبت بجادة الشانزليزيه بالعاصمة الفرنسية باريس، في إطار ما يعرف بحركة “السترات الصفراء”. أعلن قصر الإليزيه مساء الأربعاء عن إلغاء زيادة الضريبة على المحروقات للعام 2019 بعد بضع ساعات من خطاب رئيس الوزراء الفرنسي إدوار فيليب أمام الجمعية الوطنية الذي أعلن خلاله استعداد الحكومة للتخلي نهائيا عن زيادة هذه الضريبة. (فرانس 24 – 2018/12/05).
التعليق:
إنّ التحرّكات الأخيرة في فرنسا ليست فقط نتيجة لزيادةٍ في أسعار الوقود بل هو غضب عبّر فيها المتظاهرون عن سخطهم وانتقادهم للسّياسات التي تنتهجها الدّولة في رعاية شؤون النّاس، وقد صرّح العديد منهم أن النّظام الحاكم يحمي الأثرياء ولا يهتمّ للفقراء.
عندما انطلقت الشّرارة الأولى للثورات في البلدان العربيّة من تونس إلى مصر فليبيا فاليمن فسوريا، عمل الغرب على احتوائها ليعيدوا الصّحوة الإسلاميّة إلى أحضانهم ويطمسوا المطالب الحقيقيّة لهذه الثّورات، وعمل الإعلام على إبراز الشّعارات العلمانيّة فقط حتّى يُخيّل أنّ الهدف من كلّ هذه التّضحيات هو إرساء الدّيمقراطيّة وتعديل الدّستور وتغيير الأحزاب الحاكمة… وتهيّأ للنّاس أنهم بذلك استردّوا سلطتهم وأنّ بأيديهم اختيار حاكمهم، والحقيقة أنّهم بالإبقاء على النّظام الرّأسمالي أضفوا الشّرعيّة لإيجاد ديكتاتوريّين جدد يضمنون مصالح الغرب ويهبونهم السّلطة والسّيطرة، وهذا هو الاستعباد والاستعمار بالنّيابة.
تتهاوى أمام المضبوعين بالغرب فكرة أنّ هذا النّظام الرّأسمالي وما انبثق عنه من قيم ومفاهيم ليبراليّة هو الممرّ الوحيد للّحاق بركب المجتمع الغربي “المثالي” الذي يعاني خللا بدوره في توزيع الثروات وسئم وضعه الحالي. ويتّضح من هنا أنّ ثورات “الرّبيع العربي” وغيرها من الانتفاضات والاحتجاجات هنا وهناك هي ثورة هدفها تغيير نظام لا تغيير سلطة؛ فهي قامت ضدّ أنظمة الاستبداد وليست موقفا من حاكم بعينه.
ولكنّ الفرق بيننا نحن المسلمين وبين الغرب هو أنّنا لدينا الخيار الأصيل فلن يحصل التّغيير الحقيقي باستبدال الوجوه وإصلاحات في منظومة فاسدة بل بإسقاط النظام بأكمله، وما من بديل سوى الحكم بالإسلام في دولة خلافة راشدة على منهاج النبوة.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
م. درة البكوش