بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
التفقّه في الدين خير في الدنيا وخير في الآخرة
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عن معاوية قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «مَنْ يُرِدْ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ». رواه البخاري برقم 71.
ظل التفقّه في الدين على مدى العصور قطب الرحى في عالم الإسلام والمسلمين، فقد كان للمسلمين دور مهم في تاريخ الإسلام منذ أن كان كتاب الله وسنة نبيّه صلى الله عليه وسلم هما مركز التنبّه في حياتهم، فالأمر بالنسبة لهم كان جدا لا هزلا، كيف لا وقد أدركوا أن الخير كل الخير في التفقّه والتأليف؟ فهذا الإرث العظيم من الكتب الذي خلّفوه إنّما كان لعلمهم بأهمية الفقه وأهمية أن تكون الرّيادة للإسلام، وأن الإسلام يعلو ولا يعلو عليه.
أيها المسلمون:
إن الحال قد تغيّر بعد هدم دولة الخلافة، واستحالت قوة المسلمين ضعفا، وهيبتهم خورا، فانطلقت الأقلام تكتب فقها جديدا بمداد رأسمالي، وبأيد علمانية، فأصبح الفقه غريبا على هذه الأمة، ارتفعت فيه أصوات القومية والوطنية، وتنادى الناس للعصبية والإقليمية، فتفرقت الأمة أيد سبأ، كل يغنّي على ليلاه، لا حاكم يمنع، ولا دولة تجمع، يتطاول على الأمة أراذل الخلق شذاذ الآفاق. نعم، هكذا ضعف الفقه في النفوس والعقول سنين طويلة، واليوم بعد أن عادت الأمة إلى رشدها، وبدأت تتلمس فقهها، أدركت أن الإسلام هو الذي صنع لها تاريخها وقادتها ورجالها الذين نشروا الإسلام في أرجاء الأرض، فملؤوها فقها وعدلا وفكرا وعلما. فكان التفقّه في الدين خير في الدنيا وخير في الآخرة.
اللهمَّ عاجلنا بخلافةٍ راشدةٍ على منهاجِ النبوةِ تلمُّ فيها شعثَ المسلمين، ترفعُ عنهم ما هم فيهِ من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرضَ بنورِ وجهِكَ الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتَنا الكرام، وإلى حينِ أنْ نلقاكم مع حديثٍ نبويٍّ آخرَ، نتركُكم في رعايةِ اللهِ، والسلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ.
كتبه للإذاعة: أبو مريم