Take a fresh look at your lifestyle.

من جديد أمريكا “تلقي عَظْمَةً” لتركيا! (مترجم)

 

من جديد أمريكا تلقي عَظْمَةً” لتركيا!

(مترجم)

 

 

الخبر:

 

اجتمعت مجموعة العمل التركية الأمريكية رفيعة المستوى بشأن سوريا للمرة الثالثة في أنقرة. وقد اجتمعت المجموعة التي ضمت مسؤولين رفيعي المستوى من وزارتي الخارجية والدفاع الوطني التركية ووزارتي الخارجية والدفاع الأمريكية سويا لمواصلة المفاوضات المتعلقة بتعزيز الاستقرار والأمن في سوريا. وأكدت التصريحات التي أدلى بها وزير الشؤون الخارجية بشأن الاجتماع بأن كلا الطرفين أكدا على وفائهم بسيادة واستقلال ووحدة وسلامة أراضي سوريا كما تم التأكيد على أنهم سيمضون قدما في اتجاه لا رجعة فيه مع الحل السياسي الذي يتماشى والقرار رقم 2254 للأمم المتحدة الخاص بالنزاع السوري. (تركي غازيت)

 

التعليق:

 

إن معنى مصطلح “إلقاء عظمة” هو “تعطيل شخص ما لبعض الوقت بمعسول الكلام” لتحقيق ما ترنو إليه، “لإنجاز مهمتك” عبر الخداع وإعطاء بعض الأمل.

 

وها هي أمريكا “تلقي عظمة” لحكومة أنقرة، ووسائل الإعلام التابعة للحكومة تضلل المجتمع كما لو أن المكاسب الأمريكية التي يُظهرونها هي مكاسبنا الخاصة. ومع ذلك، وبالنظر إلى محتوى الاجتماع والاتفاقات المكتسبة، فإن من السهل ملاحظة أنها مجرد مكاسب يحققها جانب واحد، وفي النهاية هناك من “يلقي العظمة” أمام تركيا.

 

ولبحث التصريحات التي خرج بها الاجتماع:

 

  • تم التأكيد على القرار رقم 2254 لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. إذن ماذا يعني هذا؟ يعني بأن تكون عملية الانتقال السياسي في ظل القيادة السورية ما يعني أن نظام القتل سيستمر في إدارة شؤون البلاد.
  • تم وضع شروط تقضي بأن تكون هناك مكافحة (للإرهاب) بكل أنواعه وضد تفشيه. ماذا يعني هذا؟ كل شيء أو أحد يقف ضد المشروع الأمريكي في سوريا يندرج تحت قائمة (الإرهاب). بمعنى آخر، هذا هو الشيء نفسه الذي قاله الأسد في بداية الثورة السورية: “أنا أحارب الإرهاب”. أين نقف نحن الآن؟!! كل من يقف ضد مشروع أمريكا أو النظام يعتبر (إرهابياً)، وقد اتفقت أمريكا وتركيا على القتال معا على هذه الجبهة.
  • تم تقديم تحسينات عاجلة وملموسة فيما يتعلق بخارطة طريق منبج بحلول نهاية العام. حسنا، ماذا يعني هذا؟ هذا هو “العظم الذي يُلقى” أمام حزب العدالة والتنمية. منبج على جدول أعمال تركيا منذ فترة طويلة. في السابق، ولأن “العفو العام”، “الخدمة العسكرية المدفوعة” و”العملية الجوية في قنديل” لم يكن لها أثر قبل الانتخابات الرئاسية، أفادت تركيا وأمريكا أنهما كانتا ستقومان بدوريات حراسة معا في منبج. وقد تم تضخيم هذا الوضع لتحقيق مكاسب في الانتخابات. في الواقع، تقوم أمريكا بدوريات مع PYD على جانب واحد من نهر الفرات، وعلى الجانب الآخر مع تركيا. ويبدو أنه قبل الانتخابات المحلية، ستستخدم منبج كأداة من جديد. ولا يهم ما إذا قامت أمريكا بدوريات الحراسة مع حزب الاتحاد الديمقراطي PYD أو تركيا في سوريا، فإن الضرائب كلها ستكون أمريكية على أي حال وبكل طريقة. ومن خلال “إلقاء العظام”، فإن أمريكا ستقنع بسهولة حزب العدالة والتنمية، وستجعله في صفها ليفعل ما تشاء. وفي هذه الأثناء، لن تتخلى أمريكا عن PYD ولا عن تركيا، بل ستستغلهما فقط لتحقيق هدفها الجميل.
  • توصلت تركيا وأمريكا إلى شروط المشاركة في توفير الأمن الذي يُلزم كلا البلدين كحليف. ومع ذلك، يبدو أن الأسلحة الأمريكية وجميع أنواع الأهداف اللوجيستية لـ PYD لا تشكل تهديداً أمنياً لتركيا. لأن اسم PYD لم يذكر في البيان على الإطلاق. وفي هذه الحالة، على PYD أن يتناسب فحسب مع معايير كونه “حليفاً” ليتلقى مساعدات السلاح…
  • من المتفق عليه أن يكون هناك المزيد من اجتماعات مجموعة العمل فيما يتعلق بالشأن السوري. إن موضوع جعل الاجتماعات أكثر تكرارا يوضح الصلة مع البيان الذي صرح به المستشار الخاص لوزير الخارجية الأمريكي لشؤون التسوية في سوريا جيمس جيفري، والذي يتعلق بإلغاء مفاوضات أستانة. وهذا يشبه ما فعله زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كيليتشدار أوغلو مع محرم إينجه عندما أعلن أنه مرشح للانتخابات الرئاسية بقوله: “تعال محرم تعال” ومع أمريكا قائلا لحزب العدالة والتنمية “تعال إلى هنا” من خلال الإشارة إلى جنيف.

ونتيجة لذلك، فإن التوصل إلى اتفاق مع أمريكا من أجل تركيا أو الشعب التركي أو الشعب السوري لن يكون لتحقيق مصالح لهم. واليوم، تحت اسم “مكافحة الإرهاب”، قتل ويقتل الآلاف من المسلمين. فمن المستفيد من ذلك؟ ومن الذي استفاد من سعي تركيا لتحقيق الانسجام بين روسيا وإيران؟ ومن الذي جنى مصلحة عندما دعمت تركيا التحالف الذي أسسته أمريكا؟ ومن الذي استفاد من إعادة قاعدة إنجرليك للخدمة؟ ومن الذي استفاد من عمليات درع الفرات وغصن الزيتون العسكريتين؟ ومن جديد، من الذي حقق مصلحة من مؤتمرات أستانة وجنيف؟

 

إذا كانت السياسات التي تنتهجها تتوافق مع مصالح أمريكا، فهذا يعني أنك لا تحمل أية سياسات على الإطلاق. إن مصالح أمريكا والمسلمين لا يمكن أن تلتقيا أبداً. وما يسمى بـ”المصالح المشتركة” ليست سوى كذبة. إن أمريكا دولة استعمارية، عدوة للإسلام والمسلمين ولا تلقي بالا أبدا إلا لمصالحها الخاصة.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

عثمان أبو أروى

2018_12_12_TLK_2_OK.pdf