مذكرة احتجاج (رسمية) آخر ما تفتقت عنه الدبلوماسية الفلسطينية!
الخبر:
أعلن مندوب فلسطين في الأمم المتحدة السفير رياض منصور، عن اقتراب إنجاز مذكرة رسمية احتجاجية على تهديدات الاحتلال لمحمود عباس، واقتحام قبة الصخرة في القدس، والاعتداء على المؤسسات الوطنية، لا سيما وكالة الأنباء الرسمية (وفا)، وفق تصريحات أدلى بها صباح اليوم لإذاعة (صوت فلسطين) الرسمية.
وأوضح منصور أن تلك المذكرة سيتم توجيهها إلى رئيس مجلس الأمن، ومن ثم إلى مجلس الأمن عبر الرئيس، ومنه إلى الأمين العام ورئيسة الجمعية العامة من بعثة فلسطين لدى الأمم المتحدة، لمطالبة المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته إزاء كل ذلك.
التعليق:
كما هو دأبها مُنذ نشأتها لم تجد سلطة الخيانة الفلسطينية والتنسيق الأمني مع كيان يهود من رد على الصفعات والإهانات التي تتلقاها صباح مساء من جنود الاحتلال سوى تقديم مذكرة احتجاج سخيفة للأمم المتحدة!
وبالرغم من تفاهة هذا العمل الدبلوماسي إلا أنّ السلطة تجتهد في إبرازه وكأنّه إنجاز كبير، فالخبر يتحدّث عن قرب إنجاز المذكرة وليس عن تقديمها، وكأنّ إنجازها يحتاج إلى عمل مُضنٍ وشاق، كما تتطلّب وقتاً طويلاً لإتمام العمل على أحسن وجه، فالدبلوماسيون الفلسطينيون (الأفذاذ) عاكفون على صياغته، ويصلون ليلهم بنهارهم من أجل إخراجه في أبهى حُلّة، وأبلغ عبارة!
وتوهم سلطة العار المُغفلين ممن يصغون لدجلها بأنّ مذكرة الاحتجاج التي ستفجّرها في وجه الاحتلال هذه المرة تختلف عن سابقاتها من الاحتجاجات الكثيرة الممجوجة، فهي أولاً مذكرة رسمية وليست مُجرد احتجاج عادي كاحتجاجات الجامعة العربية الهزيلة مثلاً، إنّه احتجاج من نوعٍ جديد لم يأت بمثله الأولون، وهي ثانياً مُقدّمة لرئيس مجلس الأمن بعظمته! ولرئيسة الجمعية العامة بقيمة قدرها! في آنٍ واحد، فيا له من عمل دبلوماسي (شاق ومُحنك)!
والراجح أنّ الذي دفع السلطة لرفع سقف الاحتجاج ضد الاحتلال، والتوجه نحو المنابر الدولية، ليس دافعه ما يتعرض له أهل فلسطين من اضطهاد وتعسف وقمع وتنكيل يومي لا يتوقف، وإنّما دافعه الحقيقي هو تهديد حياة رئيس السلطة من المستوطنين، فتهديد حياة الرئيس أهم بكثير من حياة شعبه، لأنّه ووفقاً لرؤية الطغاة فالرئيس لا يمكن تعويضه، أمّا الشعب فلا قيمة له!
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أحمد الخطواني