Take a fresh look at your lifestyle.

التمويل الأصغر

 

التمويل الأصغر

 

 

الخبر:

 

دعت وزيرة الضمان والتنمية الاجتماعية وداد يعقوب إلى نفرة شاملة لإرساء دعائم التمويل الأصغر مبدية استعدادها لدعم كل مؤسساته.

 

وقالت الوزيرة خلال ترؤسها اجتماع اللجنة التنفيذية للتمويل الأصغر بالوزارة إن التمويل الأصغر يمثل رأس الرمح في قاطرة التنمية الاقتصادية بالبلاد ويفضي إلى وضع حلول ناجعة لكل القضايا الاقتصادية التي تمر بها البلاد. (سونا،2018/12/9 )

 

التعليق:

 

معلوم أن التمويل الأصغر من المعايير المهمة لتلبية شروط منح القروض من المؤسسات المالية العالمية والصناديق العالمية والبنك الدولي للدول النامية وأصبح في الآونة الأخيرة مصدرا رئيسيا للتمويل في المؤسسات المالية وقد منح السودان مثل هذا القرض في عام 2005م.

 

وكان نواب المجلس التشريعى ولاية الخرطوم قد وصفوا التمويل الأصغر بأنه عبء على المجلس ولا يسهم في تقليل حالات الفقر كما وصف عضو المجلس التشريعي لولاية الخرطوم الدرديري باب الله مشاريع التمويل الأصغر بأنها كذبة العام. (صحيفة السوداني يوم 2012/02/14م).

 

ولعل تجربة التمويل الأصغر هذه هي تجربة فاشلة واقعيا؛ فالجهات التي تقوم على إنفاذ فكرة التمويل الأصغر في السودان قد عزت إحجامها عن التمويل في وقت سابق إلى المديونيات التي قالت إنها وصلت لمبالغ كبيرة، وقد أثبت ذلك في دول كثيرة وذلك لأن هذه الجهات تقوم بالتمويل لحد يفوق رأس المال المتاح للتمويل أو الإقراض (تجاوز سقف الإقراض) مما ينتج عنه تآكل رأس مال المؤسسة. ولعل من أفضل الأمثلة على ذلك هي دولة نيكاراغوا التي يوجد لديها أكثر من 22 مؤسسة تمويل أصغر بيد أنها تعرضت لحالة تآكل القروض داخل مؤسساتها.

 

أما في شرع الله فالتمويل الأصغر في أساسه كفكرة رأسمالية قائمة على المراباة هو حرام شرعا ومن القواعد العظيمة في باب المعاملات المالية قاعدة: (كل قرض جر منفعة فهو ربا). وقد أُجمع على صحة هذه القاعدة، وهي نص حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم رواه البيهقي وغيره.

 

التمويل عن طريق القرض، مع وجود نسبة ثابتة من الربح، هو ربا، وما يسمى (فوائد) هو ربا لا يجوز لمسلمٍ الإقدام عليه مهما كانت الظروف المعيشية ضاغطة. وكثير من البنوك تتحايل على الربا تحت مُسمَّى “الرسوم الإدارية”، والواقع أنها معاملات ربوية بدليل أن هذه “الرسوم الإدارية” تزيد بكثير عن التكلفة الفعلية لعملية التمويل، بل أحياناً تزيد على نسبة القرض الربوي.

 

إن هذه الدويلات الفاشلة فى كل مجال تجبر الناس جبرا على التعاملات الربوية التي ترضي بها الغرب الذي تستدين منه بربا أيضا لتُدخل الجميع في حرب مع الله ورسوله، حري بنا أن نعمل على إزالتها من الوجود والسعي لإقامة دولة للإسلام تطبق شرعه وتحمله للعالم لإنقاذ البشرية.

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

غادة عبد الجبار (أم أواب)

 

 

2018_12_14_TLK_2_OK.pdf