لا يخرج من وكر المؤامرات سوى التآمر
الخبر:
بحلول العاشر من كانون الأول/ديسمبر، يستذكر العالم حدثاً سياسياً مهماً، ففي مثل هذا اليوم قبل سبعين عاما، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة إعلان حقوق الإنسان في ديباجة واحدة وثلاثين مادة. ويحظى هذا الإعلان التاريخي بأهمية معنوية، وينصبّ على أربعة ملفات رئيسة، وهي: الحقوق الشخصية، والعلاقات مع الآخرين، والحقوق الروحية والسياسية، والحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. (سكاي نيوز)
التعليق:
إن الاتفاق الذي تم في أروقة بيت المؤامرات في هذا التاريخ المشؤوم لا يعدو كونه حبراً على ورق، وليس هذا فحسب، بل منذ أن أصبح زمام الأمر بيد مجلس الأمن المسموم وشعوب العالم في شقاء لم ينته، وحتى لا يقال إن هذا الوصف مبالغ فيه، دعونا نستعرض بعضاً مما اتفقوا عيه، وما حققوه على سواء؛
في معرض ملف الحقوق الشخصية، فحدث ولا حرج، من انتهاكها على أيدي الدول دائمة العضوية، مثل الصين، وروسيا، وأمريكا، وحتى فرنسا وبريطانيا… فكلها استبدت وخرقت ما صاغته بأيديها، وليس هذا الكلام في الماضي فحسب، بل وفي الحاضر أيضا، وليس بعيداً عن أعيننا وعن ذاكرتنا ما يحدث وحدث في العراق، وأفغانستان، والصومال، والبوسنة والهرسك، وتركستان الشرقية… والجميع يعلم أن ما قامت به الدول المعتدية هو اعتداء على الحقوق الشخصية والإنسانية لسكان تلك البلاد، وكل البلاد الإسلامية كذلك بلا استثناء.
أما بخصوص العلاقات مع الآخرين، فهم من قاموا بالحرب الأولى والثانية، والحروب التي جرّت الويلات منذ هدم دولة العزة، دولة الخلافة، فهم متفقون على حروبهم ويصرون عليها مع أتباعهم من باقي الدول الضعيفة، وتستخدمهم للتدخل في الشؤون الخارجية.
أما بخصوص الحقوق الفكرية والسياسية، فهذا من أكثر الحقوق انتهاكاً، وقد تعدوا على الشعوب وامتهنوا كرامتهم، وزجوا بالنشطاء في السجون بسبب معتقداتهم وآرائهم السياسية.
وباقي الحقوق فكذلك الأمر، ولم يحفظوا منها إلا القليل لحفظ ماء الوجه، ويا ليته يحفظ!
في النهاية: إن هذه الحقوق التي يناشد بها المضبوعون المغرورون بأفكار الغرب لا تعدو رماداً يذر في العيون، ولا تسمن ولا تغني من جوع، وما هو حقيقي نراه في أفعالهم واستراتيجياتهم الخبيثة، فهذا الغرب الكافر لا يخرج منه إلا كل فاسد ومفسد، ولا يجتمع إلا على ضلالة، ومن يصدقهم ويسير معهم فهو منهم، وما صنعوه إلى يومنا هذا هو محاولة منهم في الوقوف عثرة أمام الواعين المخلصين لأمتهم ودينهم.
إن الإسلام والإسلام فقط هو الدواء الشافي للبشرية، وهو المنجى بلا شك، ومن يرجو الخير في سواه فهو يسير خلف سراب، لا هو مدرك ما يسير إليه ولا هو باقٍ مكانه، والمفلح هو من سار على الخُطا الصحيحة وقاس الأمور بمقياسها الصحيح، وهو الإسلام، ولا شيء سواه.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. ماهر صالح – أمريكا