مع الحديث الشريف
نعيش في الظلام ونحدث الناس عن النور
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عن العرباض بن سارية قال: قال رسول الله: «أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ، وَإِنْ عَبْدًا حَبَشِيًّا، فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ بَعْدِي فَسَيَرَى اخْتِلَافًا كَثِيرًا». رواه الترمذي برقم 2676.
أيّها المستمعون الكرام:
لقد ابتلي المسلمون بعد هدم الخلافة بحكام خونة عملاء، جثموا على صدر الأمة سنين طويلة، فأغرقوها في بحور من المجون والفساد، فهم أسُّ هذا الاختلاف والبلاء، فكانوا هم وأعوانهم أول من أدخل على الأمة ما ليس من دينها، فطبقوا على الأمة دساتير الكفر شبرا بشبر وذراعا بذراع، ومارسوا عليها الكذب والتضليل والمكر والنفاق، حتى صارت حياتها تعجّ بالعفن من المفاهيم وبالمأفون من الأفكار.
أيها المسلمون:
لقد تغير حال الأمة، وها نحن نعيش كلامك يا رسول الله واقعا ملموسا، فالأمة أصبحت مرمى لأعدائها، فبعد أن كنّا نقاتل لنخرجهم من الظلمات إلى النور، بعد أن كنّا نفرض عليهم الجزية، نخرج اليوم من ثنايا القهر والظلم لنحدّث الناس عن خالد وعمر والقعقاع والمثنى رضي الله عنهم أجمعين، نخرج من تحت أنقاض الرأسمالية وأنظمة الجور لنحدث الناس عن معتصم عمورية، وعن هارون الرشيد، نعيش في الظلام ونحدث الناس عن النور، صدقت يا حبيبي يا رسول الله، إنه الاختلاف الكبير. ولكن رغم ذلك نقول: إن التقوى والسمع والطاعة للخليفة، الحاكم الذي يطبق الكتاب والسنة، هو المخرج من هذا النفق المظلم، فعلى الأمة أن تعمل، بل وأن تتفانى في العمل لتنصيبه ومبايعته.
اللهمَّ عاجلنا بخلافةٍ راشدةٍ على منهاجِ النبوةِ تلمُّ فيها شعثَ المسلمين، ترفعُ عنهم ما هم فيهِ من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرضَ بنورِ وجهِكَ الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتَنا الكرام، وإلى حينِ أنْ نلقاكم مع حديثٍ نبويٍّ آخرَ، نتركُكم في رعايةِ اللهِ، والسلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ.
كتبه للإذاعة: أبو مريم