طرفا النزاع في اليمن يستجيبون لطاغوت الأمم المتحدة ويرفضون الاستجابة لله!!
الخبر:
أعلنت وكالات الأنباء الخميس 13 كانون الأول/ديسمبر 2018م توصل طرفي النزاع في اليمن إلى اتفاق حول ميناء الحديدة برعاية الأمم المتحدة في السويد.
وأكد رؤساء الوفدين الممثلين للنزاع في اليمن ذلك الاتفاق، وقال رئيس وفد الشرعية خالد اليماني (سيتم إنشاء لجنة برعاية الأمم المتحدة لرفع الحصار عن تعز)، بينما صرح نظيره الحوثي محمد عبد السلام (قبلنا إطار الحل السياسي الذي طرحته الأمم المتحدة، وقال قدمنا تنازلات كبيرة في ما يتعلق بالحديدة).
وكان إعلان التوصل إلى اتفاق بين الطرفين قد أعلنته الأمم المتحدة بلسان أمينها العام أنطونيو غوتيريس الذي حضر اليوم الختامي للمحادثات، وكان الاتفاق قد نص على وقف إطلاق النار في الحديدة وانسحاب قوات الطرفين عن المدينة وإنشاء لجنة تنسيق برئاسة الأمم المتحدة لإعادة انتشار القوات ومراقبة وقف إطلاق النار، ونص الاتفاق على دور قيادي للأمم المتحدة في دعم الإدارة وعمليات التفتيش للمؤسسة العامة لمؤانئ البحر الأحمر اليمنية، ويشمل الاتفاق تعزيز آلية الأمم المتحدة للتحقق والتفتيش (UNVIM) في مؤانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى. (موقع صحيفة العربي الجديد).
التعليق:
ما يعني أن طرفي النزاع في اليمن قد أعطوا السيادة الكاملة للأمم المتحدة على مدينة الحديدة ومينائها الاستراتيجي، وانكشف خداع الشعارات التي يرفعها الطرفان تضليلا لأهل اليمن، شعار شرعية عبد ربه هادي (محاربة الروافض ومن يسب الصحابة) وشعار الحوثي (الموت لأمريكا واليهود)، وإذا بالطرفين يضعان أيديهما في يد أكبر منظمة تحارب الله ورسوله والمسلمين وهي منظمة الأمم المتحدة التي تتزعمها رأس الكفر أمريكا!!
وكان كل طرف من أطراف النزاع اليمني قد أحاط نفسه بمجموعة من المفتين الذين كانوا يزينون لهم باطل ما هم فيه، بينما هم يعلمون قوله تعالى ﴿أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ﴾، وقوله عليه الصلاة والسلام: «لا ترجعوا من بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض»! فالله سبحانه وتعالى ينهى المسلمين أن يقاتلوا بعضهم، فكيف عندما يكون القتال خدمة للمشاريع الغربية؟! والإسلام ينهى عن التحاكم إلى الطاغوت، فكيف عندما يكون التحاكم إلى ألد طاغوت للمسلمين “الأمم المتحدة”؟!
إن اتفاق الحديدة وما سيتلوه من اتفاقات لن يخدم أهل اليمن بل سيمكن الأمم المتحدة بقيادة أمريكا وبريطانيا من التوغل والنفوذ في البلاد والسيطرة على ثرواتها، ولن ينال أهل اليمن إلا الحسرة والضيم وهم يرون أبناءهم يحرسون منابع الثروة ومؤانئ التصدير خدمة لمصالح الأمم المتحدة والدول العظمى فيها، ولن ينالهم فوق ذلك إلا غضب من الله وهم يتحاكمون إلى أكبر طواغيت العصر ويجنّبون حكمه وشريعته جانبا.
إن حل الأزمة اليمنية سهل ومتيسر لأولي الألباب وهو وقف فوري للقتال وطرد النفوذ الغربي وأعوانه وعملائه من البلاد، وتسليم القضايا لأيدي المخلصين العاملين لإقامة شرع الله، وإسقاط الأحكام الشرعية المتعلقة بالنزاع بين الأشقاء اليمنيين، لينعم أهل اليمن بخير ما حباهم الله من ثروات كبيرة، وقبل ذلك ينعمون برضوان من الله أكبر. وحينها سيصلح اليمن أن يكون نصيرا لإقامة دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، كما كان نصيرا لدولة رسول الله صلى الله عليه وسلم في عصر النبوة.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. عبد الله باذيب – اليمن