مع الحديث الشريف
عالمية الإسلام وحكام الجور
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «وَأُرْسِلْتُ إِلَى الْخَلْقِ كَافَّةً». رواه مسلم برقم 853.
أيّها المستمعون الكرام:
تميّز الإسلام عن غيره من الديانات التي سبقته بالعالمية، إذ أنه جاء للبشرية جمعاء، لا لقوم أو نوع من الناس، قال تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ)، وبهذا المفهوم كان لا بد لهذه الرسالة من الانتشار والتوسع والسيطرة، فالإسلام أحكام شاملة لجميع نواحي الحياة، وهذا ما كان، فقد سعدت البشرية ونالت منه الخير بتطبيقه وانتشاره.
أيها المسلمون:
وفي واقع يعجّ بالتخاذل والهوان، في واقع حكام السوء والضرار هذه الأيام، نسمع أصواتا شاذة عن هذه القاعدة؛ “عالمية الإسلام”، نسمع أصواتا نشازا كافية لثني الأمة عن العمل للتغيير وتثبيطها وإبقائها تحت سيطرة الغرب وأذنابه من الحكام. وكأن الرسالة قد وصلت، وكأن الإسلام قد طُبق على الناس، فأين الإسلام في قتل مليون مسلم في العراق؟ وأين الإسلام في قتل وتشريد مئات الملايين من المسلمين في سوريا؟ وأين الإسلام فيما يجري للمسلمين من قتل وسحق في كل بقعة على وجه هذه البسيطة؟ وكأن الحياة أُحلت للكفار وحرّمت على المسلمين.
اللهمَّ عاجلنا بخلافةٍ راشدةٍ على منهاجِ النبوةِ تلمُّ فيها شعثَ المسلمين، ترفعُ عنهم ما هم فيهِ من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرضَ بنورِ وجهِكَ الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتَنا الكرام، وإلى حينِ أنْ نلقاكم مع حديثٍ نبويٍّ آخرَ، نتركُكم في رعايةِ اللهِ، والسلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ.
كتبه للإذاعة: أبو مريم